عادت المظاهرات السلمية إلى واجهة الثورة السورية، وعمَّت أمس معظم المحافظات السورية، وخرجت مظاهرات حاشدة في محافظات دمشق وريفها وحلب وريفها، إضافة إلى عودة بعض أحياء حمص إلى التظاهر بعد العمليات العسكرية التي شهدتها على مدى أشهر، كما لوحظ انخفاض في حدة العمليات العسكرية مع انتشار المراقبين الدوليين على قلة عددهم في مناطق السورية عدة، في الوقت الذي صعَّد نظام الأسد من عمليات القمع الأمني واستخدام فرق الشبيحة على نطاق واسع في عمليات القتل. وسجل ناشطون انتشاراً أمنياً كثيفاً في معظم أحياء دمشق وريفها منذ منتصف ليل أول أمس، وامتد إلى قلب العاصمة، إذ نصبت الحواجز في شارع «29 أيار» وساحة المحافظة وصولاً إلى ساحة السبع بحرات، وحاجز في المزرعة عند جامع الإيمان، وجرى تفتيش للسيارات، إضافة إلى انتشار أمني في منطقة كفرسوسة، خصوصاً عند مفرق حي الفاروق تمثل بثمان سيارات، ودوريات وسيارات إطفاء جابت الحي إثر إحراق منزل الشبيح محفوظ نجد، كما أغلقت عناصر الأمن كافة المحاور في ركن الدين وحاصرت بساتين أبو جرش، وانتشرت في نهر عيشة على مداخل الحي الشرقية والغربية وحول جميع المساجد مع وجود باصات وسيارات محملة بالشبيحة في المنطقة، بينما تتجول سيارات عليها رشاشات عيار 500 بصحبتها مصور تلفزيوني يصور أجزاء من الحي. من جهة أخرى بدأت المظاهرات في بعض المناطق منذ منتصف ليل الخميس / الجمعة لتبلغ ذروتها بعد صلاة الجمعة أمس، في حي ركن الدين ومدينة دوما وحي الميسر بحلب، واجهتها قوات الأمن بالرصاص ما أدى لسقوط عدداً من جرحى. وفي حي كفرسوسة تحدث ناشطون عن العثور على جثة مجهولة الهوية مقابل مدرسة ناصر كنعان في منطقة اللوان، ولم يستطع أحد الكشف عن هوية صاحبها بسبب إطلاق النار مباشرة على كل من يقترب منها، مشيرين إلى استهداف الأمن لناشطين أسفر عن استشهاد عدي جنبلاط 18 عاماً وإصابة آخر بقدمه. وفي مدينة الضمير بريف دمشق، اضطر الأهالي للنزوح من حارة البلد القديمة بسبب القصف العنيف بالمدفعية والهاون، في حين استمر إطلاق الرصاص الكثيف في أنحاء متفرقة من المدينة. وأكد ناشطون في الزبداني انشقاق ضابط ورقيب و15 مجنداً يومي أمس وأول أمس وتوجهوا إلى حمص وانضموا لكتيبة الفاروق. وانطلقت مظاهرة حاشدة في مخيم العائدين بحمص رداً على استشهاد الشاب ربحي درباس الذي استهدفته في وقت سابق قوات الأمن بالقرب من سجن «البولوني» وتوفي متأثراً بجراحه، واستخدمت قوات الأمن رشاشات «بي كي سي» وقنابل صوتية لبث الذعر بين المتظاهرين. وفي حماة، استهدف حاجز عسكري قرب دوار العجزة سيارة مدنية أسفر عن استشهاد اثنين من ركابها أحدهما يدعى عبد الرحمن ريحان واصابة ثالث بجروح خطرة. وفي ريف إدلب عثر أمس صباحاً على ثلاث جثث محروقة وعليها آثار التعذيب مرمية في الحقول على الطريق بين جوزف وإبلين وتبين أنهم مجموعة أشخاص اختطفهم الشبيحة منذ أيام وهم أحمد محمد العلوش ووالده محمد عبدالله العلوش ومحمد إبراهيم فضل. وشهدت حلب أمس خروج تظاهرات حاشدة بعد أحداث جامعتها الدامية خلال اليومين الماضيين، لاسيما في منطقة «الأبزمو» وحي صلاح الدين، إذ خرجت مظاهرات من جامع بلال وجامع سعد وجامع صلاح الدين واتجهت جميعاً نحو الدوار ورفعت علم الاستقلال فيه، كما شهدت الأتارب خروج مظاهرة حاشدة، بينما تحدث ناشطون عن استشهاد عدد من طلبة ادلب في أحداث جامعة حلب واختطاف جثثهم من قبل أجهزة الأمن، عرف منهم محمد حاوي من إدلب قتل في المدينة الجامعية وأحمد هنداوي من خان شيخون ويزن عبود وسامر قواس الذي قتل بعد أن رماه عناصر الأمن من الطابق الخامس الوحدة17 في السكن الجامعي بجامعة حلب. رجل يطل من بيته في حمص يرفع شارة النصر (ريويترز)