شن الجيش السوري النظامي أمس هجوماً مضاداً شاملاً لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة، وفق ما افاد ناشطون وشهود ومصادر امنية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن القوات السورية هاجمت أمس حي جوبر شرق دمشق بعيد اعلانها «تطهير» حي الميدان الدمشقي بعد معارك مع قوات المعارضة. وقال المرصد إن «قوات نظامية سورية تضم حافلات وسيارات محملة عناصر مدججين بالسلاح، اقتحمت حي جوبر وبدأت حملة مداهمات في منطقة طيبة». واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لمواجهة السوريين الذين تظاهروا أمس في مختلف المدن والمناطق تحت عنوان «جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق»، خصوصاً في دمشق وحماة وحلب، وفق المرصد السوري وناشطين. وقال مصدر أمني لفرانس برس، إن «الجيش يشن هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على الأحياء التي تسلل اليها الإرهابيون من أجل ضمان أمن المواطنين والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم». وعرض التلفزيون الرسمي السوري أسلحة صادرها الجيش النظامي لدى استعادة سيطرته على بعض أحياء دمشق التي كان يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وكان التلفزيون نفسه اعلن أمس، أن الجيش النظامي «طهَّر» امس حي الميدان القريب من وسط العاصمة من «الارهابيين» بعد معارك عنيفة. وذكر التلفزيون ان «قواتنا المسلحة الباسلة طهرت منطقة الميدان بدمشق كاملة من فلول المرتزقة الارهابيين وتعيد الأمن والأمان اليها». إلا ان نشطاء ومقاتلين معارضين قالوا إن المسلحين السوريين انسحبوا اثناء الليل من حي الميدان بوسط دمشق بعد تعرضهم لقصف عنيف، وقال ابو عمر، وهو أحد قادة مقاتلي المعارضة بالهاتف: «إنه انسحاب تكتيكي. مازلنا في دمشق»، مضيفاً أن قوات الرئيس بشار الأسد مدعومة بالمدرعات توغلت بعمق في ما بعد في الحي، وتسيطر الآن على منطقة السوق الرئيسية فيه. من جهة أخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن «سماع أصوات عدة انفجارات في حي الميدان»، مشيراً الى ان «قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي». كما ذكر المرصد ان «اشتباكات دارت فجر اليوم (امس) في حي كفرسوسة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، مشيراً الى «استشهاد سائق سيارة إثر إطلاق الرصاص عليه من احد نقاط التفتيش بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة». وقال المرصد إن «أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في حمص (وسط) تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء المحاصرة»، موضحاً ان القصف ادى الى «استشهاد مواطن». وأضاف ان مدينة عربين في ريف دمشق «تتعرض للقصف منذ صباح امس من قبل القوات النظامية السورية، ما اسفر عن سقوط شهيد». واشار الى «حالة نزوح من المدينة خوفاً من العمليات العسكرية». وفي محافظة إدلب (شمال غرب) «جرت اشتباكات في منطقة سهل الروج بريف جسر الشغور (256 كلم شمال دمشق) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا حاجز للقوات النظامية في المنطقة» امس، وفق المرصد. واضاف أنه «وردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز». وأعلن المرصد السوري ان اكثر من 300 شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا أول من أمس في اعمال قمع ومعارك في انحاء مختلفة من سورية، في ما يشكل اعلى حصيلة يومية منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري قبل 16 شهراً. وافاد المرصد السوري عن خروج تظاهرات من مساجد عدة في منطقة المزة في دمشق «طالبت بإسقاط النظام». وتحدث المرصد كذلك عن «خروج تظاهرات في حي كفرسوسة»، في حين «سمعت اصوات اطلاق رصاص في حي ركن الدين الذي شهد تظاهرة، بينما خرجت تظاهرات في منطقة دمر، وسمعت اصوات اطلاق رصاص في شارع خالد بن الوليد». ولفت مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس، إلى أن تظاهرات عدة انطلقت من مساجد حي الميدان على الرغم من اقتحامه من القوات النظامية، موضحاً انها «تظاهرات طيارة، اي لا تزيد مدة الواحدة منها على خمس دقائق». وأشارت تنسيقية دوما الى «انتشار أمني امام جامع الساعور في حي الشرقية»، مضيفة في بيان ان «تظاهرة خرجت من مسجد البغدادي الغربي ومسجد الكبير وتم تفريقها بإطلاق نار عليها من بعض الشبيحة المتجولين بإحدى السيارات». وأظهرت مقاطع فيديو وزعتها التنسيقية لتظاهرات دوما، العشرات يتظاهرون بالقرب من جامع الهدى هاتفين «الجيش الحر للأبد»، بالإضافة الى تظاهرة خرجت من مسجد الهدى شارك فيها العشرات ايضاً. واظهر شريط فيديو آخر اقل من عشرين شاباً في تظاهرة بالقرب من جامع البغدادي يحملون راية بيضاء كتب عليها «لا اله الا الله محمد رسول الله»، وهتفوا «زينت الشام يا ثورة». وفي محافظة حلب شمال البلاد، أطلقت القوات النظامية الرصاص الحي لتفريق تظاهرة حاشدة في حي الشعار، ما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بحسب المرصد. من جهة أخرى، افادت الهيئة العامة للثورة السورية، ان منطقة الحولة في حمص (وسط) تعرضت للقصف تزامناً مع انطلاق التظاهرات. واضافت ان في اللاذقية (شمال)، توجه متظاهرون في مشروع الصليبة من جامع البيرقدار إلى ساحة الشهداء (بن العلبي) و «جوبهوا بالرصاص الحي من قبل عناصر الأمن»، بينما خرجت كذلك «تظاهرة حاشدة في حي العوينة على الرغم من تواجد عناصر الشرطة العسكرية التي أطلقت النار على المتظاهرين».