* * * * * * * * * * يأتي الإقبال الكبير في الانتخابات البرلمانية اليوم في مصر بعد أسبوع من الاشتباكات في ميدان التحرير وغيرها، والتي خلفت ما لا يقل عن 38 قتيلاً، وتكثيف الضغوط على المجلس العسكري الحاكم ومطالبته بالتنحي، قال عنها بعض الناخبين، إنها ملامح ميلاد أول ديمقراطية في مصر منذ عقود. وتمثل العملية الانتخابية اليوم اختباراً حقيقياً لتوجهات مصر ما بعد ثورة يناير، حسب المحللين، فلأول مرة يختار المصريون ممثليهم بحرية ونزاهة وشفافية، ومن ثم يخطون نحو ما أسماه أحد الكتاب المصريين ب”تأسيس أول جمهورية حقيقية في مصر بعد ثورة عام 1952م”. ورأى فيها الكثير من المصريين ما يعتبرونه حصادا لمكاسب ثورتهم في أول انتخابات حرة حقاً، ليس فقط منذ سقوط الرئيس السابق محمد حسني مبارك رئيساً، ولكن على مدى السنوات الستين الماضية. وتعكس نسبة الإقبال العالية، حسب بعض المراقبين، الثقة في العملية الانتخابية، التي يشرف عليها المجلس العسكري الحاكم، رغم الاحتجاجات واسعة النطاق ضد الحكم العسكري الأسبوع الماضي في ميدان التحرير، والتي كانت قد هددت بعرقلة التصويت
ما تم إلى الآن “نجاح” بكل المقاييس وما تم في العملية الانتخابية إلى الآن يعتبر نجاحاً بكل المقاييس، حسب عديد من المتابعين، خاصة إذا علمنا أن بعض الأوساط شككت من إمكانية النجاح في تأمين العملية عشية هذا الموعد التاريخي، لكن مرت الأمور بهدوء وأمان، باستثناء بعض الحوادث المتفرقة هنا وهناك. “هذه الحوادث شجعتنا على المجيء والتصويت حتى نتمكن من مساعدة هذا البلد على النهوض والتقدم، وانتخاب برلمان شعبي، بدلا من هذه المظاهرات والأحاديث التي لا تنتهي”، حسب تعبير أحد الناخبين. في حين كتب د. عصام شرف، رئيس الوزراء السابق في حكومة ما بعد ثورة ينايرعلى صفحته: “من أجل هذا اليوم تحملت ما لا يطاق، أشكر الشعب الذي أنجح الانتخاب”. وبالنسبة للكثيرين، فإنهم يصوتون للمرة الأولى في حياتهم، ولم يتأثروا بدعوات بعض المحتجين لمقاطعة الانتخابات.
منافسة قوية بين بعض قوائم المرشحين وقد شهدت أول أيام الانتخابات البرلمانية منافسة قوية بين مرشحي حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وقوائم الأحزاب المنافسة له في بعض الدوائر الانتخابية، ويتوقع كثير من المراقبين أن تحقق قوائم الإخوان المسلمين، ممثلة في مرشحي العدالة والحرية، وقوائم الإسلاميين عموما، تقدماً واكتساحا لكثير من الدوائر الانتخابية.
تسجيل بعض الانتهاكات وتحدثت بعض التقارير عن الانتهاكات والمشاكل، بما في ذلك الحملات الانتخابية غير المشروعة على نطاق واسع أمام مراكز الاقتراع، إلا أنها تبقى محدودة ولم تؤثر في سير العملية الانتخابية. وقد أعلن التحالف المصري لمراقبة الانتخابات البرلمانية، أن أبرز السلبيات التي رصدها مراقبوه في الساعات الأولى من أول أيام المرحلة الأولى للانتخابات اليوم الاثنين، تمثلت في تأخر فتح بعض اللجان أمام الناخبين عن الموعد الرسمي المقرر وهو الثامنة صباحاً، واستمرار الدعاية الانتخابية أمام اللجان والتي يمنعها القانون في يوم الانتخابات، وكذلك وجود بطاقات انتخابية لا تحمل خاتم لجنة الانتخابات. الانتخابات البرلمانية | انتخابات | مصر