أكّد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران صالح آل مريح أن منطقة نجران من أهم المناطق التي تنتشر فيها القصور والبيوت والقلاع الطينية القديمة على ضفاف وادي نجران ووادي حبونا وفي العديد من المحافظات والهجر والمراكز التابعة للمنطقة. وأشار آل مريح إلى أنه يوجد في منطقة نجران أكثر من 35 قرية بها ما يزيد عن 400 منزل من الطين وأضاف آل مريح أن المباني النجرانية القديمة تتميّز بقوة التشييد وزخرفة البناء والهندسة المعمارية الرائعة لتلك المنازل القديمة التي ما زالت تحظى بعناية الأهالي حتى وقتنا الحاضر. وقال آل مريح إن المنازل الطينية تشتهر بالشكل الجمالي والقوة والحماية في جودة البناء وإتقان التشييد من قبل القائمين على بنائها في الوقت القديم وعلى مر العصور، وأضاف أنه يتمّ وضع أساس قوي لتلك المباني من الحجر والطين المخلوط بالتبن الذي يتمّ تثبيته في باطن الأرض بشكل قوي ثم يتمّ بناء « المداميك « تباعاً واحد تلو الآخر حيث تستغرق عملية بناء المدماك أكثر من أربعة أيام وهو يمثل الجسور الخرسانية في وقتنا الحاضر ثم يترك المدماك لخمسة أيام متتالية حتى ينشف من الماء ويأخذ القدر الكافي من القوة والتماسك بعضه ببعض. ثم تشيد المباني بوضع الشقف من خشب شجرة السدر أو النخيل للسقف الواحد وهكذا حتى يتمّ الانتهاء من تشييد المبنى متعدد الأدوار حسب المطلوب حيث قد يتجاوز بعض المباني أكثر من عشرة أدوار من الخشب والطين وقال إن عملية البناء في المباني الطينية لها طابع خاص يتميّز بالقوة والجمال وحسن البناء، واختيار الأدوات القابلة لعوامل الحياة التي قد تؤثر على تلك المباني كما يراعى عند بناء تلك المباني وضع الجماليات مثل القضاض والزخرفة للأبواب الحجرات الداخلية وأسطح المنازل ليشاهد المتابع لبناء تلك القصور والقلاع الطينية لوحة جمالية تشكيلية أبدع في رسمها المواطن النجراني ليشارك في تجميل المدينة من خلال هذه المباني الرائعة.