احتفظت منطقة نجران الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية بتراثها المعماري الأصيل من خلال البيوت الطينية التي تعكس حضارة منطقة نجران الممتدة عبر التاريخ . ولازالت البيوت الطينية في نجران من أهم المعالم التاريخية التي تتميز بها منطقة نجران وتحرص الهيئة العامة للسياحة والآثار وامارة منطقة نجران على تشجيع أهالي المنطقة في المحافظة عليها والاعتناء بها بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران لما تمثله من تاريخ عريق وربط بالماضي الأصيل . وبرزت البيوت الطينية الواقعة في جنوب مدينة نجران ذات التصميم المعماري الدقيق التي تم بنائها من الحجر والطين والأخشاب متخذة عدة أشكال من حيث الشكل الخارجي فمنها ماهو على شكل مستطيل بارتفاع شاهق ومنها ماهو على شكل خط رأسي مستقيم لا تتخلله انكسارات ويتكون هذا النوع من مجموعة من الطوابق تصل أحياناً إلى ثمانية وتسعة طوابق وهذا التصميم كان شائعاً في القرون السابقة بمنطقة نجران وكذلك الوثر ويتكون من الحجارة والطين و يوضع في ما يعرف باسم المدماك الذي ينفذ على مرحلتين ويعد وسيلة بناء قديمة تمتزج فيها الحجارة مع الطين مبللة في المياه في إطار حجري على شكل مستطيل وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى تجف وذلك في موسم الصيف فقط بينما في فصل الشتاء يترك على مدى يومين أو ثلاثة أيام وبعد الانتهاء من البناء تتم عملية الصماخ وهي ما تعرف في الوقت الحاضر باسم التلييس للبناء من الأسفل بينما يتكون سقف المنزل الطيني النجراني من خشب وجذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر وبعد مرور 20 يوماً على إعداد الأحجار الطينية عبر المدماك والصماخ يبدأ العمل على إعداد القضاض وهو الجير الأبيض الذي يثبت أركان البيت ويزينها مع اللون الطيني ليتم الانتهاء من بناء المنزل ب التلييس بالطين وعملية التعسيف وهي عملية الدرج. ويتم في البيوت الطينية بنجران بعض الإضافات إما لجمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه حيث تقام في بعض الغرف ما يسمى بالدكة وهي خاصة لكبار السن ويوضع في جدار الغرف ما يسمى بالكوة وهي لوضع الكتب أو المصباح ويعمل في طرف الغرفة ما يسمى بالصفيف لوضع الأكل فوقه ولحماية البيت من الملوحة الأرضية والمياه يوضع أنواع من الحجارة والطين تنشأ للبناء من خارجه. وأوضح احد ملاك قصر آل سدران الأثري صالح بن محمد آل سدران أن قصر ال سدران من أقدم القصور الطينية بالمنطقة حيث يقدر عمرة ب 180 عام ويتكون من سبعة طوابق يقع في منتصف قرية ال سدران وتم اعادة ترميمه عام 1427ه إيمانا بأهمية التراث والمحافظة علية مشيراً إلى أن عددا كبيرا من أصحاب البيوت الطينه في نجران أعجبو بذلك الترميم الذي قادهم على إعادة ترميم بيوتهم الطينيه. وتحتظن منطقة نجران أكثر من 230 بيتا طينيا من أبرزها قصر العان وقصر الإمارة التاريخي الذي يعد من ابرز المعالم فيها لما يحويه من طراز معماري فريد في تصميمه الداخلي وبناءة من الخارج ويقع في مدينه أبا السعود و شيد ليكون مقراً للأمارة آنذاك ويتكون من حوالي 60 غرفة ومسجد واحد ويوجد في فنائه بئر قديم تاريخي و محاط بسور مرتفع بأركانه أربعة أبراج دائرية للمراقبة والحراسة. // انتهى //