تصاعدت الاشتباكات منذ فجر أمس في محيط مسجد النور بميدان العباسية بالقاهرة، بين المعتصمين من أنصار أبو إسماعيل والبلطجية، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار بصورة مكثفة مما أسفر عن مقتل عشرين شخصا، وإصابة أكثر من 150 آخرين، حسبما قال الطبيب الميدانى طارق سعيد، الذي أكد أن أعداد القتلى والمصابين في تزايد مستمر، إلا أن وزارة الصحة المصرية أعلنت أن عدد الوفيات في هذه الأحداث من معتصمين ومجهولين بلغ نحو تسع وفيات وأكثر من خمسين مصابا، وقامت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بعد ظهر أمس بنشر عشرات من تشكيلات الأمن المركزي للفصل بين المعتصمين وأهالي العباسية من جانب والبلطجية من جانب أخر. كيف نميز بين البلطجي والمعتصم قال مصدر أمني في وزارة الداخلية «إن قوات الأمن المركزي ستقوم كذلك بتأمين المنشآت المهمة والحيوية بمنطقة العباسية ومن بينها الكاثدرائية المرقسية ومستشفيات الدمرداش ودار الشفاء وعين شمس بالإضافة إلى الممتلكات الخاصة بالمواطنين من سيارات ومحال تجارية، وفتح الطرق وإعادة تشغيل مترو الأنفاق». فيما أكد مصدر عسكري أن قوات الجيش نجحت في وقف الاشتباكات بالعباسية عند الثالثة من عصر أمس. وقال بعض المتظاهرين «طالبنا قوات الجيش الموجودة في العباسية بالتوجه من الاتجاه المعاكس، وتوقيف البلطجية، فرد الضباط قائلا: كيف نميز بين البلطجي والمعتصم؟، ومن ناحية أخرى رفض متظاهرون آخرون تقدم وتدخل قوات الأمن المركزي إلى منطقة الاشتباكات». وكان الهجوم بدأ في الثانية بعد منتصف ليل أمس الأول عندما أطلق مسلحون الخرطوش والمولوتوف وقنابل الغاز على المعتصمين، وفي الرابعة فجرًا تكرر الهجوم ولكن باستخدام الأسلحة الآلية، حسب الشهود. وانتقلت الاشتباكات صباح أمس إلى محطة أتوبيس ومترو «عبده باشا»، حيث اعتلى المسلحون أسطح المباني، منها مبنى سنترال «عبده باشا» وأطلقوا الخرطوش وقنابل «مونة» مكونة من بارود ومسامير وشظايا زجاج، على المعتصمين، واستمرت حالة الكرّ والفرّ بين الطرفين مما أسفر عن إصابات عديدة في صفوف المعتصمين. الاعتصام مستمر أكد المعتصمون في ميدان العباسية أن اعتصامهم مستمر ولن يستمعوا للدعوات التي تطالب بفض الاعتصام، بينما دعا المتحدث الرسمي باسم حملة حازم أبوإسماعيل، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية المعتصمين، بالعودة إلى ميدان التحرير حقنًا للدماء. وقال المتحدث الرسمي أيمن إلياس باسم الحملة «إن ما حدث مخطط لتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى، ومماطلة من قبل المجلس العسكري لتسليم السلطة لمدنيين»، ونفى إلياس «أن تكون الحملة دعت لاعتصام»، وقال «إن هناك حركات وتيارات سياسية أخرى من غير مؤيدي «أبو إسماعيل» تعتصم بالميدان». وأعلنت أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد والعدل وغد الثورة والحضارة والتحالف الشعبي، انسحابها من لقاء كان مقررًا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، احتجاجًا على أحداث العنف التي تشهدها منطقة العباسية بين المعتصمين أمام وزارة الدفاع ومسلحين. تعليق حملات انتخابية أعلن ثلاثة من مرشحي الرئاسة تعليق حملاتهم الانتخابية وهم: أبو الفتوح ومحمد مرسي وخالد علي. وقال أبو الفتوح «أعلن وقف أنشطة حملتي الانتخابية، وواجب الدولة حماية الاعتصامات السلمية، وليس دور المواطن التصدي يومياً لمحاولات فض اعتصامات، وعلى البرلمان إيقاظ وزير الداخلية ليؤدي وظيفته». وطالب وكيل مؤسسي حزب «الدستور»، محمد البرادعي، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وحكومة رئيس الوزراء كمال الجنزوري، بالرحيل، بعد أحداث العباسية. واستنكرت حركة 6 أبريل «الجبهة الديمقراطية» المذابح التي تعرض لها الثوار بمحيط وزارة الدفاع، ووصفت الحركة في بيان أصدرته أمس تلك الممارسات أنها استمرار لمنهجية التصفية والقتل التي يستخدمها المجلس العسكري في قمع الثورة والقضاء عليها، مطالبة بمحاكمة المجلس العسكري ومحاسبته والقصاص منه على كل الجرائم التي ارتكبها في حق الثورة والثوار. من المعتصمين أثناء الاشتباكات