سادت حالة من الهدوء الحذر فى محيط وزارة الدفاع المصرية أمس، وذلك بعد توقف الاشتباكات بين المتظاهرين والبلطجية بشارع امتداد رمسيس وميدان العباسية. ومن ناحية أخرى عقدت قيادات بالقوات المسلحة امس اجتماعاً طارئاً؛ لبحث أزمة الاشتباكات في محيط وزارة الدفاع، والتي بدأت مساء السبت، وتواصلت حتى الساعات الأولى من فجر الأحد، وأدت إلى إصابة العشرات. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت بين المتظاهرين المعتصمين أمام مقر وزارة الدفاع، فى ساعة متأخرة من مساء السبت، بعد قيام مجموعة من البلطجية بالهجوم على مقر اعتصامهم بالخرطوش والمولوتوف، وإلقاء الحجارة على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة أكثر من 91 متظاهرا بجروح . وقال عدد من المعتصمين أن الاشتباكات بدأت حينما قام عدد من الشباب بمحاولة الدخول بالقوة إلى مقر الاعتصام، وهو ما دفع اللجان الشعبية لمنعهم من الدخول، الأمر الذى جعلهم، يتجمعون مع عدد كبير من البلطجية، والأشخاص المجهولين بالعودة مرة أخرى إلى مقر الاعتصام ومهاجمتهم بقنابل المولوتوف والخرطوش والحجارة والعصى والهراوات، وهو ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات، أكثر من 20 إصابة بجروح قطعية فى الرأس والوجه. وقام المعتصمون بغلق ميدان العباسية من جميع الأنحاء، وقامت اللجان الشعبية بوضع المتاريس على مداخل الميدان والطرق، لعدم وصول البلطجية إلى مقر الاعتصام، وهو ما أدى إلى وجود حالة من الشلل التام لحركة السيارات. وفى السياق ذاته، طاف المتظاهرون المكان بسيارة تحمل مكبرات صوت فى أرجاء ميدان العباسية، وذلك لمطالبة زملائهم بضرورة العودة إلى مقر اعتصامهم بشارع الخليفة المأمون، خاصة بعد توقف الاشتباكات، وانسحاب البلطجية. وعلى الجانب الآخر، تراجعت قوات الجيش إلى منتصف شارع الخليفة المأمون أمام مقر المدينة الجامعية القريبة من وزارة الدفاع، حيث تمركزت جنود الشرطة العسكرية وجنود الصاعقة مجهزين بالدروع والعصى خلف الأسلاك الشائكة، يليهم عدد من المدرعات، فيما كانت تتمركز تلك القوات منذ صباح السبت، أمام مدخل جامعة عين شمس. فيما ألقى متظاهرو وزارة الدفاع القبض على سبعة أفراد من البلطجية، واحتجزوهم داخل خيام الأمن بمقر اعتصامهم بشارع الخليفة المأمون. فيما قام أحد المتظاهرين باستجوابهم، وكان من بين البلطجية المحتجزين شاب يدعى عماد، وفتوح، ورمضان، وتبين من التحقيقات أن شخصا يدعى “سيد. ع”، من منطقة قريبة من الخانكة، يستأجر سيارات نصف نقل لنقل هؤلاء البلطجية إلى مناطق قريبة من مقر الاعتصام، وذلك مقابل مبلغ مالى يتراوح ما بين 200 إلى 700 جنيه فى اليوم الواحد. كما أكد هؤلاء البلطجية فى اعترافاتهم المسجلة، أنها ليست المرة الأولى التى يقومون فيها بالاعتداء على المتظاهرين، حيث اشتركوا فى موقعة الجمل وأحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء. القاهرة | جمال إسماعيل