كشف مسؤول استخباراتي يمني رفيع المستوى أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان يخطط لاختطاف دبلوماسي سعودي كبير في صنعاء لم يُكشَف عن منصبه واسمه، غير أن محدودية تحرك هذا الدبلوماسي لم تمكِّن التنظيم من تنفيذ خطته. كما كشف المسؤول الاستخباراتي ل «الشرق» عن تنسيق بين القاعدة في اليمن وفرع التنظيم في المغرب العربي لاختطاف أي مسؤول سعودي كبير أثناء وجوده في إحدى دول المغرب العربي ومقايضته بفدية لصالح القاعدة في جزيرة العرب مقابل عملية مماثلة تستهدف مسؤولا فرنسيا في اليمن تعود فائدة اختطافه لفرع التنظيم في المغرب العربي. وأوضح المسؤول أن تنظيم القاعدة في اليمن يستعد خلال الفترة المقبلة لتنفيذ عمليات اختطاف نوعية لمقايضة المستهدَفين بالمال لحاجته إلى سيولة كبيرة لمواجهة توسع أنشطته في اليمن مؤخرا. وأكد أن التنظيم أقدم على اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن، عبدالله الخالدي، لتدشين خطته الجديدة في الكسب السريع للمال بعمليات قليلة الكلفة وكبيرة المنفعة، مبيِّناً أن التحركات المكشوفة لنائب القنصل السعودي في عدن لكونه يتعامل مع خدمات عامة سهَّل على القاعدة عملية اختطافه.وتوقع أن تستغرق عملية المفاوضات مع القاعدة والوسطاء القبليين وقتاً أطول حال لم يقتنع التنظيم بالمبلغ الذي سيقدمه الوسطاء كفدية لإطلاق نائب القنصل.واعتبر أن سقف المطالب المرتفعة التي عرضها التنظيم في اتصاله بالسفير السعودي تكشف أن التنظيم يريد فدية كبيرة لأنه يعلم أن الحكومة السعودية لن تخضع لمساوماته فيما يتعلق بإطلاق سجناء على علاقة بالتنظيم في المملكة مهما كان المبرر.وحول ظهور المعلمة السويسرية المختطفة لدى التنظيم في شريط مصور، قال المسؤول إن هذا الظهور يؤكد أن التنظيم بحاجة إلى المال وأن مناشدة السويسرية حكومتها إطلاق سراحها يعني أن تقبل بالفدية المطلوبة من قبل القاعدة مقابل إطلاقها.وفي سياقٍ متصل، أوضح المسؤول الاستخباراتي أن التنظيم أطلق الجنود الأسرى من الجيش اليمني لحاجته إلى حرية الحركة دون قيود، حيث إن العدد الكبير للجنود يحد من حركة خلية كاملة مكلفة ب «الاختطافات» إضافة إلى أن عناصر التنظيم كانوا يخشون أن يتعرض الجنود للقصف عن طريق الخطأ.وأكد أن التنظيم أقرّ بإطلاق الجنود الأسرى قبل أن يصل الوفد الحقوقي إلى أبين للتوسط ولكنه أراد أن يُظهِر أن عملية الإفراج جاءت تلبية لشفاعة الوفد، مدللا بأنه لم يحضر أي رجل دين سوى واحد فقط ضمن الوفد بينما كان التنظيم يأمل في حضور كبير لرجال الدين لتغطية قراره بالإفراج عن الأسرى.ولفت المسؤول إلى أن التنظيم عمد إلى إبلاغ أسر الجنود بأنه سيقوم بإعدامهم في حال لم توافق الحكومة على طلبه في محاولة للضغط كان الغرض منها الحصول على فدية. ولم يستبعد المسؤول الاستخباراتي أن تكون الحكومة اليمنية دفعت فدية لتنظيم القاعدة مقابل إطلاق الجنود الأسرى لديه، واعتبر أن رفض الطرفين الإفصاح عن الفدية جاء نتيجة اتفاق بينهما له مبرراته.