رفضت السعودية أمس أي تجاوب مع استفزازات تنظيم ما يسمى «قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية» الذي ادعى – في اتصال هاتفي مع سفير الرياض لدى صنعاء أمس – مسؤوليته عن اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن وطالب بإطلاق نساء والتفاوض على فدية مالية. وأكدت المملكة موقفها الثابت من رفض الأعمال الإرهابية بأشكالها كافة. وأعلنت – بعد تبني «القاعدة» في اليمن اختطاف القنصل عبدالله الخالدي - أن من يقف وراء الاختطاف يتحمل كامل المسؤولية عن سلامة الخالدي. وطالبت التنظيم بالرجوع عن غيِّه والمبادرة بإخلاء سبيله. وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في بيان أمس، أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة اليمنية تلقت اتصالاً هاتفياً من المطلوب ال77 في قائمة ال85 مشعل محمد رشيد الشدوخي، زعم فيه أنه يمثل «الفئة الضالة» وادعى مسؤوليتهم كتنظيم عن اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن، أثناء قيامه بمهماته الوظيفية، بمنح المواطنين اليمنيين تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل وزيارة الأهل والأقارب. وذكر للتنظيم مطالب تتضمن تسليم عدد من السجناء إلى أعضاء التنظيم في اليمن. وقال المطلوب السعودي الشدوخي للسفير السعودي في اليمن علي الحمدان إن مطالب التنظيم تتمثل في تسليمه عدداً من السجناء من النساء والمطلوبين المحتجزين في سجون المباحث السعودية إلى أعضاء التنظيم في اليمن، ودفع فدية مالية يتم الاتفاق عليها في ما بعد. إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء التركي أكد أن المملكة ترفض مثل هذه الأعمال الإرهابية، بأشكالها وصورها كافة التي تأباها الشيم العربية. ووصفها بأنها من «ضروب الفساد في الأرض». وذكر المطلوب الشدوخي في اتصاله بالسفير الحمدان أن الديبلوماسي المختطف الخالدي في صحة وعافية، وأن اتصاله جاء بناء على تكليف من «أمير» التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي ونائبه سعيد الشهري وقائده الميداني قاسم الريمي، وذلك لغرض توصيل بعض المطالب في مقابل الإفراج عن الديبلوماسي السعودي المختطف. وقال: «أول ما اختطف الخالدي، و(أعضاء) التنظيم يقولون: جهزوا السكين». وحذر الشدوخي في اتصاله من أن عدم تنفيذ المطالب سيحتم عليه القيام بأعمال إرهابية أخرى تشمل التفجير واستهداف شخصيات. وقال: «اليوم قنصل يختطف، وغداً سفارة تتفجر، وأمير يُقتل». وذكر المطلوب الشدوخي أن التنظيم لا يريد أي طرف ثانٍ يتدخل في اختطاف الديبلوماسي بخلاف الحكومة السعودية. وطلب السفير الحمدان من المتصل الشدوخي سماع صوت المختطف الخالدي، ووعده بدرس الطلب مع التنظيم. وعرض الشدوخي مطالب تشمل إطلاق جميع المحتجزات في السجون السعودية، وتسليمهم لنا في اليمن، ومن بينهن هيلة القصير (صدر بحقها حكم ابتدائي بالسجن 15 عاماً)، ونجوى الصاعدي، وأروى بغدادي، وحنان سمكري، ونجلاء الرومي، وهيفاء الأحمدي». وسأله السفير إذا كانت النساء لا ترغبن في الذهاب إلى اليمن، فأجابه: سنتشاور لاحقاً، وهذه ليست سوى مطالب وعليك تسلمها. كما طالب الشدوخي بإطلاق جميع المعتقلين في سجون قطاع المباحث العامة التابع لوزارة الداخلية السعودية، ومن تم اعتقالهم من دون توجيه أي تهم إليهم، وهم: فارس بن شويل الزهراني، وناصر الفهد، وعبدالكريم الحميد، وعبدالعزيز الطويلعي، وسليمان العلوان، ووليد السناني، وعلي الخضير، ومحمد الصقعبي، وخالد الراشد، «على أن يُسلَّموا لنا في اليمن». وأضاف: «هناك مطلب آخر، وهو إطلاق جميع المعتقلين اليمنيين الموقوفين عند المباحث العامة، ومن ثم دفع فدية مالية سيتم الاتفاق عليها في ما بعد». وأكد اللواء التركي في اتصال أجرته معه «الحياة» أن المملكة تسعى للتحقق من وجود المختطف السعودي الخالدي لدى عناصر التنظيم في اليمن، و «نطمئن على سلامته والمحافظة عليها». وأشار إلى أن جهوداً تبذل من الجهات المختصة في وزارة الخارجية السعودية لإخلاء سبيل نائب القنصل السعودي الخالدي. «الخطف» والمساومة يكشفان تغيراً في فكر التنظيم