من المعروف أن شعر المرأة هو تاج جمالها وهو بالنسبة للمرأة العربية من أسرار أنوثتها. تحرص عليه وتهتم به وتخصص له جزءاً من وقتها، وأكثر ما تخشاه أي امرأة في الوجود أن تفقد شعرها وتصبح صلعاء، فما بالك إن فقدت صحتها وشعرها في وقت واحد كما يحدث مع المصابات بالسرطان؛ حيث تفقد المريضة شعرها وحواجبها نتيجة العلاج الكيماوي وتلجأ في النهاية لاستخدام الباروكة أو الإيشاربات. إن مرض السرطان قد يقلب حياة المرأة رأسا على عقب فهو العدو المجهول الذي تخشاه كل النساء، فإلى جانب أنه يهدد حياتهن فهو يسلبهن بعض مقومات الجمال التي يتمتعن بها. ثم إن رحلة العلاج مؤلمة وشاقة وقد تخسر فيها المرأة رمز أنوثتها شعرها وثديها مما يصيبها بالهلع. والمرأة تحتاج لحب ودعم الأهل والأصدقاء عندما تصاب بهذا المرض وحينما تخسر شعرها أو ثديها، ويعتبر فقدان الدعم والمساندة أشد وأقسى على المرأة من مرضها. وقد يدفعها للاستسلام لمشاعر الغضب واليأس والإحباط خلال رحلة العلاج الشاقة. إن غياب الدعم والمؤازرة من المحيطين بالمريضة قد يدفع بعض السيدات للاستسلام وانتظار الموت. والأسوأ أن تواجه المصابة بالمرض نظرات الشفقة والعطف وتفحص شكلها الخارجي والسؤال حول ما إذا كان صدرها قد أزيل أو لا يزال على حاله، وهذا أقسى عليها من الإصابة بالسرطان. على كل سيدة أن تهتم بالفحص الإكلينكي وبالفحص الذاتي ومراجعة الطبيب حال شعورها بأي تغيرات تطرأ على جسدها قبل فوات الآوان. وإن هي أصيبت بالمرض عليها أن تتسلح بالإيمان وتواجه مرضها والمجتمع بشجاعة وبمعنويات عالية وتركز على استعادة صحتها وليس على نظرات الآخرين لشكلها الخارجي.