حذّر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (الأرض المحتلة عام 1948)، الشيخ كمال الخطيب، مما سمّاه خطورة دعوات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المتكررة، لزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي، مندِّداً بزيارة بعض العلماء والمشايخ المسلمين الذين لبُّوا الدعوة قبل أيام، والذين كان على رأسهم مفتي مصر علي جمعة، والشيخ الداعية الحبيب علي الجفري. واعتبر الخطيب، في تصريحات ل «الشرق»، أن توقيت هذه الزيارات مريب ويثير ألف علامة سؤال خاصة أن هؤلاء الذين زاروا المسجد الأقصى المبارك في ظل مواقعهم الرسمية في هذا التوقيت، لم يفعلوا هذه الفعلة وهم تحت مسؤولية زعماء الكلُّ يعلم كيف كانت مواقفهم وسياساتهم وممارساتهم تجاه شعوبهم وتجاه قضايا الأمة، متسائلا «ما بالهم اليوم وقد تغيَّر الحال وتقدَّمت الأمة خطوات باتجاه مشروع النهضة وإزاحة هؤلاء الظلمة والطواغيت، يهبّون الآن لزيارة القدس الشريف». ولفت إلى أن هناك جهات خفية استطاعت أن تغرِّر بهؤلاء المشايخ والعلماء ولم تصوِّر لهم حقيقة واقع القدس ولا المسجد الأقصى المبارك، وقال «يبدو أن هؤلاء المشايخ لا يعلمون -وإذا علموا فتلك مصيبة- أن أربعة ملايين فلسطيني ممنوعون من زيارة الأقصى المبارك، من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يعلمون أن من أهل القدس الشريف بل من حراس الأقصى من صدرت بحقهم أوامر إبعاد ومنع من دخول المسجد المبارك». وأضاف «كيف أراد هذا الشيخ لنفسه الدخول إلى المسجد الأقصى ليصلِّي فيه بينما نفس الاحتلال الذي رحَّب به وسمح له هو الذي يمنع باقي الفلسطينيين من دخوله». واعتبر الخطيب أن الأقصى يريد من هؤلاء العلماء أن يدخلوه فاتحين لا سائحين، «فالعلماء الذين زاروا الأقصى دخلوا من باب المغاربة، الذي هو أحد أبواب المسجد الأقصى الذي يسيطر عليه الاحتلال بالكامل ولا يدخل منه إلا السياح الأجانب والمستوطنون اليهود وجنود الاحتلال، فكيف رضي هؤلاء المشايخ أن يضعوا أنفسهم في نفس الخانة، بأن يكونوا سياحا يدخلون إلى المسجد الأقصى المبارك تحت حراب الشرطة والمخابرات الإسرائيلية؟». وبيَّن الخطيب أن هذه الزيارات هي تجميل للاحتلال الإسرائيلي، يراد منها أن تقول بأن إسرائيل تمارس حرية العبادة وتحترم حق الجميع في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وقال «هذا الشيخ الذي دخل المسجد وصلَّى فيه وهو لا يعلم أنه قبل يومين اثنين من زيارته دخلت مجموعة من اليهود المستوطنين تحت حراب الشرطة نفسها وقاموا بالصلاة في ساحة المسجد الأقصى المبارك».