يتخذ كلب الراعي استراتيجية بسيطة ولكنها فعالة في جذب الانتباه، فتجده يقوم بملاحقة كل من يمر في محيط رؤيته ليقوم بالنباح عليه وملاحقته، ولكنه أجبن من أن يؤذيه، ليعود كل مرة رافعاً ذيله زاهياً منتشياً بالنصر المزعوم. بعض”المفوهين” ، يلعبون هذا الدور بكل اقتدار. تجده يغزو غزواً مباركاً لكل من أشع أو أظلم على سطح المجتمع، يخطب وينقد ليهاجم ويجرح، ثم يهز الذيل مزهواً متنشياً، لا يهمه مدى عمق الفكرة ما دامت خطبته رنانة، لا يأبه بالنتائج عدا زيادة رصيده من الشهرة وجذب من هب ودب لنباحه الصاخب، والنتيجة إما زيادة في نشر فكرة أو فكر شاذ أو تجريح إنسان صادق مخلص لا يستطيع أن يجاري نباحه لأنه لم يرعَ الغنم من قبل أو أنه لم يتعلم النباح الممنهج. فمنهم من يريد أن يهدم الرموز ليحقق معتقداته الشخصية في الفصل والاختلاط، ومنهم من يزبد بالويل والثبور والتهديد والوعيد وتهشيم الرؤوس لكل من يخالف ما كان عليه آباؤه هو، لا آباء باقي البشر، إنهم لا يختلفون عن المعتوه الذي أراد أن يحرق القرآن.. نباح بلا صدى لا يضر ولا ينفع. ولكن المشكلة تكمن في خلل حقيقي في مجتمعنا، فكيف يجد أمثالهم صدى من رجال ونساء يُفترض أن يكونوا متعلمين أو حتى شبه مثقفين، أناس كنا نحسبهم ممن عقلوا ، ولكننا نتفاجأ بهم ينقلون وينشرون هذه الخطب والمقالات ، بل ويؤيدون فحواها. حقيقة لا أرى فيها شيئآً سوى سحر الخطابة وحدّية الطرح. ثم أخيراً سطحية الناقل الذي يمثل صدىً لهذا النباح