ما الذي سوف يحدثُ ؟ لو أنّ آدم لم يقتطف شجرَ الخُلدِ.. لو أنَّ حواءَ ما خُلِقَتْ خِلسةً.. مِن أنينِ التفرُّدِ.. لو أنَّ آدمَ لم ينسَ موعظةَ اللهِ.. كان أقلَّ احتفالاً بهذا السرابِ.. ولو أنَّ حواءَ لم تمتحنْ خدَرَ الحبِ في قلبهِ.. لو أنهما حينما أمعنا في الغيابِ استحالا إلى غيمتين تبخَّرتا في السديمِ.. وأمرعتا في العدمْ؟! ما الذي سوف يحدثُ؟ لو أنَّ قابيل كان قريباً إلى قلبِ أنثاه.. لو صخرةُ الحقدِ مالتْ على يدهِ وهوتْ للفراغِ.. ولم ينبجسْ زمزمُ الدمِ! لم يكُ هابيلُ حدَّ السذاجةِ في اللُطفِ! لم يكُ قابيلُ حدَّ التوحُشِ في العُنفِ! لم تكُ أنثى.. قرابينُ.. أوسمةٌ.. أو دماءْ؟! ما الذي سوف يحدثُ؟ لو أنَّ هذي النطافَ التي ملأتْ رحمَ الغيبِ ضلَتْ إليه الطريقَ.. وتاهتْ كما تشتهي؟! ربما مسرحيةُ هذا الوُجودِ.. سُدىً تنتهي..! ما الذي سوف يحدثُ؟ لو أنني كنتُ قبل انوجادي سُئِلتُ.. وخُيِّرتُ.. أيَّ الطريقينِ تسلكُ؟ هذا العماءَ الفسيحَ؟ وهذا الضياءَ الشحيحَ؟ إذنْ.. ربما كنتُ قلتُ: ذروني أُمارسُ طقسَ التخفيَ والمِيتةَ الأبديةَ. لو كنتُ أملكُ هذا الخيارَ المُحالَ لقلتُ: ليتني.. ليتني.. ما خُلِقتُ!