ثمة ألف فكرة لتحقيق التعاون بين دول المجلس لكن فكرة الانتقال من التعاون الى الاتحاد، وهي فكرة خلّاقة، تبقى مثالية. إنها معقدة من حيث التطبيق على الأرض. ومهما تحقق سيبقى أهل الخليج يدورون حول أنفسهم، كل في دائرة مصالحه. نريد تعاوناً لكننا لا نريد أن نشارك غيرنا، من أهل الخليج، في امتيازاتنا. سيبقى القطري في الكويت قطرياً والسعودي في الإمارات سعودياً والبحريني في السعودية بحرينياً والإماراتي في البحرين إماراتياً والعماني في أي دولة خليجية عمانياً. أما وقت الحاجة ل»فزعة» فنصبح فجأة «أهل» و»إخوة» و»أهل بيت واحد»! وفي غيرها نعود كما كنا وكل ينعم بما تقدمه له دولته! ومع ذلك نقول لا بأس. لتأخذ المسألة وقتها. المهم أن ننجز مشروعات جادة تهدف أن تكون مصلحة المواطن الخليجي في التعاون أو الاتحاد. الحكومات تستطيع أن تبرم فيما بينها كل أشكال الاتفاقات، أمنية وسياسية وتنسيقية، لكن لا شيء سيحقق الوحدة مثل وحدة المصالح بين الناس. أنانية (أو عنصرية) موظف في جهاز تنفيذي في أي دولة خليجية ربما خلقت ألف مشكلة لمواطني دولة خليجية مجاورة. جهالة مسؤول تنفيذي بالرؤية الأبعد من فكرة التعاون ربما أسهمت في اختزال فكرة التعاون في الهوامش لا في المصالح الأكبر. ولك أن تسأل: ما هي أبرز العوامل التي تشعرنا بأهمية التعاون الخليجي اليوم؟ إنها إيران! ماذا لو تلاشى هذا الخطر، هل ستعود حليمة لعادتها القديمة؟ بعيداً عن المخاطر الإقليمية فإن التأسيس لمشروعات تعاون حقيقية بين شعوب دول مجلس التعاون قوة حقيقية لدول المجلس. وما لم تكن مصالح الناس هي محور هذه المشروعات فلن يتجاوز التعاون بيانات سياسية عاطفية لن تنتج سوى مزيد من مخاوف أهل الخليج إزاء المستقبل! الحديث عن «تعاون» لا يطال مباشرة مصالح الناس يبقى «بيانات» تضاف لآلاف سبقتها! نقطة آخر السطر.