فاز بايرن ميونخ الألماني على ريال مدريد الأسباني وتأهل لنهائي دوري الأبطال عبر ركلات الترجيح. بايرن أضاع ركلتين ومدريد ثلاث ركلات، ليستمر سجل بايرن ميونخ خالياً من أي خروج عبر ركلات الترجيح في البطولات الأوروبية للمرة الثالثة في تاريخه. نحن في الغالب نطلق على ركلات الترجيح مسمى “ركلات الحظ”، لكن عند الألمانيين هي ليست كذلك، هي ليست حظاً مطلقاً، فهم يحاولون بقدر المستطاع تقليص دور الحظ فيها. كنت أتعجب خلال تنفيذ الركلات من غياب الهداف آرين روبين عن التسديد وهو الذي سجل هدفاً خلال المباراة من ركلة جزاء، إلى أن قرأت تصريحه الذي أكد لي أنهم لا يرغبون أن يتحكم بهم الحظ، روبين قال: كاسياس يعرفني جيداً منذ أن كنا سوياً في ريال مدريد، كان من الصعب أن أسجل عليه ثانية، فبالتالي لم أنفذ ركلة أخرى. وكان روبين قد سجل 6 أهداف لبايرن ميونخ من ركلات جزاء خلال هذا الموسم وسجل ماريو غوميز 4 أخرى، وأضاع كل منهما ركلة واحدة. بينما سجل في المقابل رونالدو جميع ركلات جزاء فريقه هذا الموسم (13 ضربة جزاء). “هذا التركيز وهذه الدقة في عمل الألمان أعادتني بالذاكرة لكأس العالم 2006 حين أقصت ألمانيا نظيرتها الأرجنتين بركلات الترجيح والتي اتضح فيما بعد أن “ليمان حارس المنتخب الألماني قد أحضر ورقة درس فيها تسديدات لاعبي الأرجنتين، ونجح حينها في صد اثنتين، واتجه باتجاه صحيح في تسديدتين أخرى وللمعلومية، يعتبر سجل ألمانيا في تنفيذ ركلات الترجيح في كأس العالم من أروع السجلات، حيث اضطروا للعبها 4 مرات عبر تاريخ مشاركاتهم، ولم يخسروا أي منها.بينما تأتي خسارتهم الوحيدة عبر ضربات الترجيح في كأس الأمم الأوروبية عام 1982 ضد تشيكوسلافاكيا، إضافة لفوز أوروبي آخر على إنجلترا في كأس أوروبا 2006. ألمانيا خلال هذ السبع مناسبات الترجيحية لم تضع سوى ركلتين فقط، أي أنها نجحت في تسجيل 25 من 27 ركلة! أخيراً، هذه معلومة كنت قد قرأتها قبل أسبوعين، وهي أن المعدل العالمي لتسجيل ركلات الجزاء في أي بطولة هو 75%، بينما في الدوري الألماني هذا الموسم حتى الآن فإن معدل تسجيل الركلات يبلغ 89%.