البؤس أن تكتب ثم تغتال ما كتبت لأن روحك لم يعد بوسعها أن تحتمل قبح العالم ومن ضمنه بوحك. القبح أن يتلبس البؤس وجه كل التفاصيل. القبح والبؤس كائنان لهما ملامحنا جميعا ولو استعرنا أجنحة الملائكة. لا أظننا ننجو إلا عندما نحب. أن تحب فيض منبعه العرفان ومقام مهدته لك المكابدة. أن تحب .. نعيم يأخذ بيد حواسك للذة المغفرة ويعلمك التصالح مع قبح العالم. أن تحب حياة تطرد البؤس وصبح يغسل عنك أدران الليل. أن تحب معرفة لا تستقيم إلا لصديق وكشف لا يصالح إلا ولي. أن تحب علم يفرش لك الربيع في كل درب ويمهد لك مسامرة البياض. عندما تدخل جنة الحب، تغفر للعالم ويغادرك القبح والبؤس، تعرف أن الحب ليس قرارك .. بل وطنك وقرارك. الحب عالم فوق العالم ووطن تتأنسن فيه العنصرية والغيرة. الحب حياة تبدأ في الحياة وخلود يلفظ الموت. الحب هو صوت فيروز الناعم الذي يعلم خطب الساسة الخرس وينتصر على سيوفهم بالموسيقى والقصيدة. الحب هو اللغة التي تعلمنا أن نغني سويا في حضرتها والبؤس حقا أن تغيب مثل هذه اللغة. الحب هو ما يقول عنه الشاعر الجميل ماجد العتيبي صاحب ديوان «بأقصى زرقة ممكنة»: حرص الشجرة ألا تنتفض وتسقط أعشاش العصافير.