عذراً يا أصدقائي الشعراء لقد خذلتكم عذراً يا أيها الصعاليك لقد غدرت بكم عذراً يا أيها الغاوون لن أستقبلكم عذراً يا أصدقائي الصحفيين والإعلاميين والشعراء عذراً يا محبي الشعر لن أكون ملكا لكم، وعلى غرار بيت محمود درويش (خذوا أسماءكم وانصرفوا) نعم أنا العبد الفقير إلى الله الشاعر بسام الفليّح ذلك الشاب البدوي النحيل الذي قدّر الله عليه أن يتزوج (يوم الأربعاء قبل الماضي) ومن هذا المنطلق الجميل والرائع ها أنذا أقف أمامكم وأعترف وأقر لكم عن كل ما سلف من شعر وأقول لكم أنا بريء من جميع قصائدي التي تغزلت بها في النسوة الفاتنات والفتيات الأنيقات الحالمات والشقراوات والسمراوات، أنا بريء من كل قصيدة غزل خطها حرفي ونطق بها لساني! عذرا يا أحبتي سوف أفتقدكم ولن أكون بعد زواجي ذلك المتمرد الشاعر الفوضوي الذي لا تحتمله الأرض ماشياً، ستترتب حياتي بعد الآن، لن أصحو على صوت قصيدة أمل دنقل أو أستمع إلى شعر مظفر النواب أو أغنية «ع الطاحونة» لفيروز، أو تكوينات عدنان الصايغ، لن أكون صاحب الفزعات الشعرية، ولن أستقبل اتصالات الشعراء كالمعتاد، ولن أتحدث مع شاعر (يمحطني ب 50 بيت) هجائية بشاعر آخر، سوف أهجركم جميعاً، وسوف أكون بعد زواجي رومنسيا حالما يهتم بتفاصيل التفاصيل، يفكر في عش الزوجية والقفص الذهبي، وسأغير ذائقتي من أبو بكر سالم وطلال مداح وفيروز، وأستمع إلى موسيقى (كيني جي وهيتاروا) وأهتم بالأباجورات والثريات والشموع والشراشف وأقطع التدخين! وها أنذا أدعوكم لتناول وليمة انشقاقي، فمن أراد منكم أن يبارك لي هذا الانشقاق فأهلابة! أما الصعلكة فلا رجوع إليها، وإلى الأمام إلى الأمام!