لماذا تعشق المرأة التَّسوق وزيارة المجمَّعات التجارية؟ سؤال حيَّر عقول كثير من الرجال الذين يكرهون الذهاب للمجمَّعات التجارية بصحبة زوجاتهم ويفضلون عليها البقاء في المنزل أو مشاهدة المباريات مع أصدقائهم. وبحكم كوني امرأة فأنا عاشقة للتَّسوق والتعرُّف على أحدث المنتجات والأزياء، ولكن ليس لدرجة الإدمان وزيارة المجمَّعات بشكل أسبوعي كما تفعل بعض السيدات حتى لو كان من باب الترويح عن النفس. وعليَّ أن أعترف أن الرجال أكثر قدرة على ضبط النفس حينما يتسوقون ولا تغريهم العروض الخاصة التي تعلو واجهات المحلات في مواسم التنزيلات. يبدو وكأن الرجال عندما يكون الأمر له علاقة بصرف المال والأولويات من كوكب والنساء من كوكب آخر. فالرجل في الغالب ينفر من التَّسوق وزيارة المجمَّعات التجارية وينظر لها على أنها مكان لهدر الوقت وتبذير المال ولا يحتاج إلا لبضع دقائق حتى يشتري ما يريد. ما أن يدخل لمكان بغرض التَّسوق يخرج منه وكأن هناك من يطارده، بينما المرأة لا تلتزم بقائمة المشتريات واحتياجاتها الفعلية. وحينما تقصد الأسواق أو حتى السوبر ماركت لشراء أشياء محدَّدة تقضي الساعات في التسكُّع واستعراض الرفوف والأقسام والتعرُّف على محتويات كل زواية في المحل الذي تدخله، ثم تنتقل بعدها لمحل آخر وتقوم بما قامت به في المحل الأول وهكذا. وتسعد المرأة بالمفاصلة وبالتسكُّع بين محلات الأحذية ومستحضرات التجميل، وتعشق التعرُّف على أحدث المنتجات الجديدة وقد تحاول تجربة عطر جديد قبل أن تقرِّر المرور على محلات الملابس والمجوهرات، وأخيراً تغادر المجمَّع التجاري وهي محملة بعدد من الأكياس التي تحتوي مشتريات لا تمت بصلة لقائمتها الأصلية وما تريد شراءه. فلا عجب أن تقضي المرأة حسب الإحصاءات المنشورة في الصحف ثلاث سنوات من عمرها وهي تتسوق.