يتوقع محللون بارزون أن يرتد مؤشر سوق الأسهم السعودية بعد موجة جني أرباح قوية خلال الأيام الماضية وأن يستأنف الاتجاه الصعودي، مستهدفا 7900 نقطة مرة أخرى مدعوما بالنتائج الفصلية القوية للشركات وبالتقييمات الجذابة للأسهم. ويرى المحللون أن الصعود سيكون مرهونا بعدم ظهور أخبار سلبية من الأسواق العالمية أو على المستوى المحلي إلى جانب بقاء أسعار النفط مرتفعة فوق مستوى مائة دولار للبرميل. وأنهى المؤشر السعودي تعاملات الأربعاء الماضي مرتفعا 0.03 % إلى 7514 نقطة بعد موجة تصحيح دفعته لخسارة 8% من قيمته خلال الأسبوعين الماضيين. وأدت تلك الموجة إلى تآكل مكاسب المؤشر التي بلغت 31 % خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، لتصل إلى 17.1 % منذ بداية العام وحتى إغلاق أمس. وقال عبد الحميد العمري الكاتب الاقتصادي في «الشرق»، وعضو جمعية الاقتصاد السعودي «أكملت السوق هذا الأسبوع موجة جني الأرباح، وعوضت نحو ثلث الخسائر التي تعرضت لها بدعم من النتائج الإيجابية للشركات. الأسهم القيادية وخاصة البنوك سجلت نتائج ممتازة جدا». وأضاف «مسار السوق الأسبوع المقبل يميل إلى الإيجابية، من المتوقع أن يعوض المؤشر كامل خسائره، وأن يقترب مرة أخرى من مستوى 7900 نقطة». وأكد العمري أن ارتفاع السوق سيكون «بشرط استمرار تأثير الأخبار الإيجابية المحلية على المؤشر وعدم ظهور أخبار سلبية من الخارج.» وقال بول جامبل كبير الاقتصاديين ومدير البحوث لدى جدوى للاستثمار «لا تزال هناك حالة من عدم التيقن بشأن الاقتصاد العالمي، وهو ما يؤثر على شهية المخاطر وستكون السوق السعودية معرضة لحركة تصحيح أخرى إذا أشارت بيانات جديدة إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي أو إذا زادت حدة أزمة الديون الأوروبية.» وأضاف «يجب أن يظل الحذر بشأن الأسواق العالمية التي تشهد توترا في الوقت الحالي. لكن ما دامت المشكلات في أوروبا قابلة للاحتواء فمن المتوقع أن نشهد تحقيق مكاسب متواضعة». ارتفاع السوق مرهون ببقاء النفط عند مائة دولار قال هشام تفاحة رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية إن «موجة جني الأرباح القوية التي شهدتها السوق ستتوقف لتعاود السوق الصعود مجددا لاسيما بعد النتائج القوية التي سجلتها سابك». وقال «أميل إلى أن السوق ستستأنف موجة الارتفاع بعد إعلان أرباح سابك، وسيعود الاتجاه الصعودي مرة أخرى». ولاقى المؤشر السعودي هذا الأسبوع دعما قويا من سهم سابك القيادي ذي الثقل. فعلى الرغم من تراجع أرباح سابك 5 % إلى 7.27 مليار ريال (1.94 مليار دولار) جاءت النتائج أعلى كثيرا من توقعات محللين في استطلاع رأي تناول متوسط أرباح 6.7 مليار ريال. كما سجلت معظم البنوك نموا في أرباح الربع الأول، وسجلت بنوك قيادية مثل الراجحي وساب والسعودي الفرنسي ارتفاعات بين عشرة و18% في أرباحها الفصلية. وقال المحللان إن ارتفاع المؤشر الذي ستدعمه تلك النتائج القوية، سيكون مرهونا باستقرار الأسواق العالمية واستمرارارتفاع أسعار النفط. وقال تفاحة «ارتفاع السوق سيكون مرهونا ببقاء أسعار النفط فوق مائة دولار (للبرميل) وبعدم ظهور أخبار سلبية تدفع المستثمرين للذعر».