أكد الخبير التربوي البريطاني الدكتور”ريتشارد تشرشس” في لقاء جانبي أجرته “الشرق” أثناء اللقاء السادس عشر لمديري ومديرات الإشراف التربوي بالمملكة تحت شعار “الإشراف للتعلم” الذي أقيم بمنطقة الجوف، أن هناك مجموعة كبيرة من المشرفين لديهم الالتزام والحماس على العمل. وقد أبدى سروره وإعجابه بطريقة عقد اللقاء والتحضير له، وأسلوب التفكير الذي يتمتع به المشرفين بالمملكة، والأهم من ذلك فكرة عقد هذا اللقاء وتدارس ومناقشة الأفكار التطويرية والحلول للمشاكل التي يعاني منها الميدان التربوي. كما أضاف “تشرشس” أن الإشراف التربوي في بريطانيا يختلف عن المطبق بالمملكة هناك مجموعة من عمليات الأشراف ولديهم التفتيش بطريقة رسمية للحضور للمدرسة حيث يأتي المدربين المتميزين ويقيمون المدرسة ويخبرون الإدارة ماهي مكامن الخلل والحلول التي تقضي عليها وكذلك الأشياء المتميزة بالمدرسة، ولكن الفرق بين بريطانيا والسعودية أن إدارة المدرسة لديها العبء الأكبر بالتطوير والتقييم، وهنا العبء الأكبر على إدارة العليم. وقال “تشرشس” أن تعليم المملكة يحتاج لتطوير الإدارة برفع مستوى القيادة المدرسية ورفع من قدرات مدير المدرسة وكيف يستطيع المشرف التربوي مساعدة مدراء المدارس لتحقيق مبتغاهم من الإشراف التربوي. في حين أكد أن المشرفين التربويين بالمملكة لاينقصهم الفهم بل ذكر أن المحاضرة التي ألقاها تفاعل حضورها بشكل جيد وأسئلتهم تدل على العمق بالفهم من بعض المشاركين، حيث قال:”ما فهمته من الأسئلة أن هناك مشكلة في التقويم الخارجي من قبل الأشراف والتقييم الداخلي من قبل المدرسة للمعلم فهذه إشكالية كبيرة، لابد من النهوض بالمدرسة ودعمها لتطبيق التقييم الذاتي الداخلي بشكل صحيح ثم تحديد طريقة الأشراف هل هي من الأعلى للأسفل أو من الأسفل للأعلى. في بريطانيا نعطي إدارة المدرسة دعم كبير وصلاحيات عالية لرفع مكانتهم، وهذا لم يأتي إلا بتطوير وتدريب كبيرين للإدارة والهيئة الإدارية بالمدرسة”. وقد أكد أن بريطانيا رائدة في بداية التطبيق، ونحن نبدأ الآن نطبق التغيير، ومن الأشياء المتميزة هي التسارع الذاتي المكتسب داخل المدرسة، والمدارسة المتميزة نعطيها مساحة عالية من الحرية ونقلل عليها زيارات الأشراف التربوي الخارجي كما أن هناك عبء علينا بتطوير المدارس الغير متميزة، ولا أنكر أن لدينا مشاكل وتحديات تواجهنا في بريطانيا. وذكر “تشرشس” أن المشرف التربوي يعطى حوافز عالية تميزه عن المعلم لأن دورة أكبر منه، وكذلك مدير المدرسة يحصل على راتب أعلى من المعلم ولديه صلاحيات باتخاذ القرار تفوق صلاحيات المسؤولين بالتعليم، وبهذا يظهر الطموح للحصول على منصب المدير، مع الاستمرار بالتطوير والتدريب لإدارة المدرسة، ومع هذا كله مدير المدرسة يحصل على ضغوط من أولياء الأمور ويحسب لها أكثر من ضغوط الأشراف التربوي من حيث تدني مستوى الطلاب وانخفاض درجاتهم. وأعتقد “تشرشس” أن الشراكة بين الأشراف التربوي ومساحة الحرية لإدارة المدرسة ينتج عنه تميز وإبداع الطلاب ومعلميهم، ونتيجة لذلك نجد كثير من خريجي الجامعات في بريطانيا ينخرطون في التعليم العام بسبب مساحة الحرية العالية الممنوحة للمعلم. ومعلمي الصفوف الأولية، في بريطانيا لا يمنحون حوافز كما في السعودية؛ بل يخضعون لتدريب خاص وتطوير مستمر، يؤهلهم لتدريس الصغار مثل تدريبهم على التعليم باللعب. ومن خلال اللقاء شدد “تشرشس” على المعلم وكيف يتم انتقاله لمشرف تربوي أنه يحتاج العديد من المهارات، وأهمها أن يتعلم المشرف التدريب الفردي، وكذلك يحتاج يتعلم كيف يخبر عن مشاكل المعلم وكيف يتعامل معها، مؤكداً أن بريطانيا قد صرفت الكثير على المشرفين لكيفية تعليمهم على التدريب الفردي بدون أسلوب متعالي على المعلم. وأبدى فكرة أن يمنح المعلمين جانب من التحدي لكي يخرجون بالحلول، وهذا يجعل هناك استمرارية في الإبداع وإيجاد الحلول أفضل من أن تعطيه الحلول جاهزة، ما يجعل هناك تفكير مهني وعالية من المعلم لكي يحل مشاكله بنفسه بعيداً عن المشرف التربوي ولابد من المشرفين تبني هذه الفكرة بجعل المعلم يجد حلول مشاكله بنفسه. وعن زيارته لمنطقة الجوف ذكر أنها مدينة جميلة جداً، مبدياً إعجابه بها بالرغم من زيارته القصيرة لها.حيث قال:”عند وصولي للجوف أخذت جولة على الأقدام لمدة عشرة دقائق وقد تفاجأت باني قابلت ثلاثة أشخاص وقد سلموا علي ويبدو أن أبناء المنطقة يحبون الاختلاط مع الناس والترحيب بالضيوف على طريقتهم الخاصة التي أعجبتني، على النقيض لمدينة الرياض، التي جلست فيها ثمانية أشهر ولم يرحب بي أحد ولم يكلمني أحد، باعتقادي أن الرياض مدينة صناعية كبيرة والجوف مدينة ريفية أهلها متمسكين بعاداتهم، وليهم ترابط اجتماعي، وأهل الجوف عندهم أخلاق الترحيب بالآخرين والضيوف، وأتمنى زيارتها مستقبلاً. الدكتور رتشارد تشرشس أثناء إلقاء المحاضرة في اللقاء السادس عشر لمديري ومديرات الإشراف التربوي بالمملكة الذي أقيم بالجوف تحت شعار الإشراف للتعلم أحمد محسن الرويلي | الجوف