أصبح سباق الرئاسة فى مصر على صفيح ساخن بعد قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة باستبعاد عشرة مرشحين خاصة أن القرار استبعد ثلاثة كانوا سببا في إضفاء مزيد من الإثارة خلال الأسابيع الأخيرة، وهم اللواء عمر سليمان، ونائب المرشد العام. وبحسب سياسيين مصريين، أضعف القرار اثنين من أبرز التهديدات التي تواجه الديمقراطية الناشئة في مصر، وهما فلول النظام السابق والإسلاميون. ويعكس أيضا قرار استبعاد عمر سليمان محاولة من قبل اللجنة لإثبات استقلالها وامتصاص غضب الآلاف من أنصار المرشحين الإسلاميين بعد استبعاد مرشحيهم. كما يأتي استبعاد سليمان في وقت يتعرض فيه المجلس العسكري لضغوط متزايدة للتصديق على قانون يمنع كبار المسؤولين في نظام مبارك من الترشح للرئاسة، وأن المجلس العسكري بدا وأنه لا يرغب في خوض معركة طويلة مع البرلمان. فيما يعيد القرار تشكيل خارطة المرشحين، من جديد خصوصا من جانب الإسلاميين بعد خروج حازم صلاح أبو اسماعيل وخيرت الشاطر، إلا أن معركة الرئاسة ستصبح أقل ضراوة، فعلى جبهة الإسلاميين سيكون هناك عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي الإخواني محمد مرسى، وعلى جبهة فلول النظام سيكون هناك عمرو موسى. وفى السياق نفسه أظهر استطلاع الرأى الأسبوعى، الذى أجراه مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن المرشحين رئيس الوزراء المصري السابق أحمد شفيق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى هما المستفيدان من خروج عمر سليمان من السباق الرئاسي، بنسبة 40.4% و27.4% لكل منهما على الترتيب. استبعاد سليمان يعزز فرص عمرو موسى ورأت مصادر داخل جماعة الإخوان أن قرار الاستبعاد سيقوى من موقف عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق وبدأ في إقامة روابط مع الليبراليين، وتشير إلى أن بعض المحللين يرون في ترشحه طريقة لسد الانقسام العميق بين النخب الليبرالية والأغلبية الشاسعة المتدينة. وقال الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام عمرو هاشم ربيع إن قرار استبعاد سليمان من شأنه أن يعزز فرص عمرو موسى في سباق الرئاسة، ولكنه أشار إلى أن استبعاد سليمان والشاطر وأبو إسماعيل يعكس «الندوب العميقة» التي خلفتها ثلاثة عقود من حكم مبارك القمعي، مشيرة إلى أن البلاد تعيش حالة من الارتباك السياسي والفوضى العنيفة منذ سقوط مبارك العام الماضي. بينما أكد المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح أن ترشح سليمان بمثابة رد فعل لتسمية الإخوان لخيرت الشاطر..الآن كلاهما خارج السباق الرئاسي، وبقية المرشحين أصبحت لديهم فرص متساوية نسبيًا». العسكري سيسلم السلطة في موعدها أكد رئيس حزب الوفد السيد البدوي، أن المجلس العسكري مُصرٌّ على تسليم السلطة في موعدها، كما اعتبر أن استبعاد المرشح عمر سليمان «منع حدوث ثورة ثانية». وقال البدوي «هناك إصرار شديد من المجلس العسكري على انتهاء الفترة الانتقالية في موعدها، ووضع دستور لمصر قبل ذلك». واعتبر ترشح «الشاطر» لرئاسة الجمهورية «قرارًا ليس في محله، وأتى بأزمة ترشح اللواء عمر سليمان»، قائلًا: «لو استمرا في سباق الانتخابات الرئاسية لدخلت مصر في نفق مظلم»، وأضاف: «تنفست الصعداء بعد استبعاد سليمان لأن نجاحه سيؤدي إلى ثورة أخرى». ونفى أن يكون عمرو موسى، المرشح الذي يدعمه حزب الوفد، «محسوبًا على النظام السابق»، معتبرًا أن عبد المنعم أبو الفتوح «انفصل عن الإخوان تنظيميًا فقط وليس فكريًا»، وأن «فرصة أحمد شفيق ضعيفة بسبب تصريحاته الأخيرة حول علاقته بمبارك». و أكد المرشح لرئاسة الجمهورية عبد المنعم أبو الفتوح، بأنه سيحمى صناديق الانتخاب بحياته منعاً من أن يأتي أحد من فلول النظام السابق ليحكم مصر مرة أخرى، وقال أبو الفتوح إن أرباب النظام السابق الآن يشترون المواطن البسيط بأموالهم بعدما انتهى تاريخ التزوير في الانتخابات. فيما شن مرشح الرئاسة حمدين صباحي، هجومًا حادًا على نظيره أحمد شفيق، معتبرًا حكمه «يلبس مصر طرحة العار». واعتبر صباحي أن عمرو موسى: «وإن لم يكن قريبًا من مبارك وقت الثورة» إلا أنه «كان جزءًا من نظام مبارك لعشر سنوات، وأصبح أمينًا عامًا للجامعة العربية بتزكية من مبارك أيضًا».