ألقى ترشح نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان لخوض انتخابات الرئاسة، بظلاله على الساحة السياسية المصرية، وأثار ردود فعل واسعة. وأجمعت شخصيات سياسية أن ترشح سليمان ارتداد على ثورة 25 يناير، بيد أنها أعربت عن ثقتها في قدرة الشعب حماية ثورته ولفظ أي رموز للنظام السابق. وأوضح عمرو موسى مرشح الانتخابات المصرية في تصريحات أنه يستغرب قرار سليمان الترشح خصوصا أنه جاء بعد اعتذاره المتكرر على خوضها، معتبرا ترشحه يثير علامات استفهام كثيرة حول مستقبل الثورة المصرية في ظل الصراع الدائر حاليا وسعي قوى عديدة للانقضاض عليها خاصة من فلول وبقايا النظام السابق. من جهته، توقع الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ونائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط تحالفات إسلامية بمواجهة تحالف رموز النظام السابق «سليمان شفيق، موضحا أن خطوة ترشح سليمان جاءت متأخرة كثيرا، وبعد تردد طويل وقراره الدخول في مواجهة المرشح الإخواني خيرت الشاطر». ويرى فهمي أن في دخول سليمان حلبة الانتخابات عودة لجسم ورموز النظام السابق بقوة فيما عدا رأسه « مبارك». لكن الدكتورة منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية في الجامعه الأمريكية ترى أن الصورة لم تكتمل بعد، بما في ذلك توكيلات سليمان حتى اليوم «أمس»، تضيف بأن الناس في حاجة إلى معرفة سجل كل مرشح، ومصدر تمويل حملته الانتخابية، كما ترى أن ترشح عمر سليمان تمثل عودة للنظام السابق الذي كان سليمان نائبا لرئيسه مبارك. وعما إذا كانت متفائلة أم متشائمة لعودة رموز النظام السابق، قالت إن السياسة لا تعرف التفاؤل والتشاؤم موضحة أن نتيجة الانتخابات لم تظهر بعد حتى نتخوف من أي مرشح دخل حلبة المنافسة أيا كان هذا المرشح. من جهته، اعتبر مرشح الرئاسة المصرية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمس أن إعلان عمر سليمان، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية يمثل «إهانة لشهداء ثورة 25 يناير». ووصف أبو الفتوح، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أمس قرار عمر سليمان بالعودة إلى سباق الرئاسة المصرية، بأنه «إهانة للشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إسقاط النظام السابق»، مؤكدا أن الثوار الذين أسقطوا رأس النظام قادرون على استكمال إسقاطه. وأضاف القيادي السابق في جماعة الإخوان «إن معركتنا ثورة أو لا ثورة، فإن ترشح من تفاوض باسم قتلة الثوار هو إهانة لمن ضحى بحياته لإنهاء الحكم الأمني والمخابراتي، ومن أسقط النظام يستطيع إسقاط أذنابه أيضا».