يقسو الزمان على أحدنا فنجده يتقلب بين أكوام الألم، يسعى جاهداً أن يتخطاها بخطى متثاقلة، يبحث في الطريق عن كرسي مريح، يجلس عليه، علّه يحط عليه أعباءه وهمومه! يحرِّك قدميه من شدة التفكير فتتناثر أوراق الخريف المصفرة، ليجد تحتها عصفورة، تئن، وتتألم مثله! آهٍ كم جرحي عميق آه يا سوريا! ما الذي أتى بكِ تحت هذه الأوراق المتساقطة؟ آه يا زمن وآه على الظلم وآه من البشر! أخذها، وقبّلها، وأزال عنها عوالق الشجر، ضمّد جرحها، وحوّل أنينها إلى بسمةٍ وأمل، وجعلها تطير وتحلّق جهة الشمس والنور، لتغرِّد بإذن الله، في صبحٍ جديد، وأملٍ جديد. كلنا سوريا، كلنا شوق إلى أمنها وأمانها.