كشف مصدر سوداني مطلع ل«الشرق» عن توصله إلى معلومات تفيد بتمويل الإدارة الأمريكية حرب هجليج بين الخرطوموجوبا ب26 مليون دولار، تم دفعها لحكومة الجنوب تحت ستار دعم لمشروعات محددة لتمريرها عبر القنوات الرسمية في الولاياتالمتحدة. ورأى المصدر أن حرب هجليج هي حرب تقودها الأطراف السودانية بالوكالة نيابة عن أطراف دولية، تحديداً الصين وإيران والولاياتالمتحدةالأمريكية، ووصف بقية أطراف الحرب بالكومبارس، على حد تعبيره. ولفت المصدر إلى ما سماه حاجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الملحة لتحقيق انتصارات ترضي اللوبي الصهيوني لدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في أمريكا، وقال إن السودان هي الحلقة الأضعف التي تمكن أوباما من تحقيق ما يريد. إلى ذلك، أكدت مصادر ل»الشرق» سيطرة ثوار جنوب السودان على ولاية الوحدة في دولة الجنوب الغنية بالنفط بعد معارك دامية بين الطرفين، أمس الأول، انتصر فيها الثوار بقيادة القائد توماس في منطقة غطسنا. وتوقعت المصادر، في حديثها ل»الشرق»، تفجر خلافات داخلية عنيفة في دولة الجنوب إثر الهزائم المتلاحقة التي مُنِيَ بها الجيش الشعبي في هجليج من قِبَل القوات المسلحة السودانية من جهة وفي ولاية الوحدة من قِبَل الثوار الجنوبيين من جهة أخرى. في سياقٍ متصل، أعلن قائد المنطقة العسكرية لأعالي النيل (ولاية جنوبية)، اللواء محمد شول الأحمر، في حديثه ل»أخبار اليوم السودانية»، عن تشكيل مجلس ثوري انتقالي في جنوب السودان كبديل لإدارة الرئيس سلفاكير ميارديت. وأوضح اللواء شول أن من أهداف قيام المجلس الثوري إصلاح الأوضاع الراهنة للمواطنين الجنوبيين، حيث تحولت دولة الجنوب إلى معتقل جماعي لكل المواطنين من قِبَل أفراد الجيش الشعبي والحركة الشعبية، ورأى أن دولة الجنوب لا تتصرف كدولة بالرغم من اعتراف دولة السودان بها، حيث تحولت إلى مستعمرة مملوكة لمنسوبي الجيش الشعبي والحركة الشعبية. وأكمل اللواء شول «ندعو المواطنين الجنوبيين الذين عانوا من ممارسات الزمرة الحاكمة لدولة الجنوب إلى الانضمام لمعسكراتنا، وستكون لدينا إشارات ومناديب سيقومون باستقبال كل الذين يريدون الانضمام لصفوف ثوار المجلس الانتقالي الجنوبي». وحول هجوم الجيش الشعبي على هجليج، قال اللواء شول «نحن في المجلس الثوري الانتقالي نحمل مسؤولية ما حدث في هجليج للدول الغربية والمساعدات غير المحدودة التي يقدمها الكيان الصهيوني نيابة عن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا إلى جوبا، ونرى أن الهجوم الذي تم على هجليج وقع بعلم ومباركة السفارة الأمريكية الموجودة في جوبا، وعن طريق المستشار الأمريكي الموجود داخل القصر الجمهوري لدولة جنوب السودان، إضافة لبعض الدول الإفريقية وعلى رأسها أوغندا التي تملك قوات مساندة من المدفعية والدبابات، ويُضاف إلى ذلك الدعم اللوجستي الذي تقدمه دولتان إفريقيتان سنفصح عنهما في وقت لاحق». وأضاف «نحن كثوار في دولة الجنوب ليس أمامنا خيار آخر سوى إزالة هذا النظام حتى تعود العلاقات الأزلية وعلاقات الدم والرحم التي تجمع بين جنوب السودان والسودان، ولابد من إزالة هذه الطغمة الحاكمة وعلى رأسها سلفاكير ورياك مشار وباقان أموم».