أجرى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، أمس محادثات مع نظيره الأمريكي ليون بانيتا والرئيس باراك أوباما تركزت على الأزمة في سوريا. وصرح المتحدث الصحفي باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، جورج ليتل، للصحفيين عقب اللقاء بين الأمير سلمان وبانيتا “من الواضح أن البلدين يشعران بالقلق نفسه مما يجري في سوريا”. وقال “ليتل” إن الأمير سلمان و”بانيتا” بحثا أيضا التغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإيران واليمن. كما ناقشا “التهديد المشترك الذي يشكله الإرهاب”، و”عملية السلام في الشرق الأوسط” و”سبل تعزيز التعاون الدفاعي بين السعودية والولاياتالمتحدة”. وبعد لقائه مع “بانيتا”، أجرى وزير الدفاع السعودي محادثات مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، وقالت الرئاسة الأمريكية إن الأمير سلمان وأوباما بحثا سلسلة من القضايا الثنائية والإقليمية.وكان الأمير سلمان أجرى محادثات مع رئيس القيادة الأمريكية المركزية الذي يشرف على القوات في الشرق الأوسط، الجنرال جيمس ماتيس. حسبما ذكرت السفارة السعودية في واشنطن. مراقبون أمريكيون يبدون اهتماما بالزيارة من جهتهم، وصف المراقبون الأمريكيون زيارة وزير دفاع المملكة العربية السعودية للولايات المتحدةالأمريكية ب “المهمة والحيوية”، واعتبروها رسالة من أكبر دولة عربية في الشرق الأوسط إلى واشنطن مفادها ضرورة حسم الولاياتالمتحدة أمرها فيما يتعلق بسوريا وإيران لأن المبادرات الإقليمية والدولية علي مدى عام كامل لم تؤد إلى نتائج ملموسة علي الأرض بل ربما أدت لما هو أسوأ فيما يخص المدنيين السوريين وعدم الاستقرار الإقليمي. واعتبر المراقبون الأمريكيون أن المملكة تنذر واشنطن أن الأوضاع لم تعد تُحتَمل، وهو ما يعني أن عدم مواجهة الوضع في سوريا الآن وبشكل حاسم سيصنع وضعا أسوأ بكثير بالنسبة للإدارة الأمريكية ليس فقط علي الصعيد الاستراتيجي في المنطقة وإنما أيضاً على الصعيد الاقتصادي العالمي مع احتمالية نشوب أزمة نفطية كبرى قد تفجرها إيران. من جهته، أكد مسؤولٌ في البيت الأبيض ل “الشرق” أن زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة تحمل ثلاث دلالات، الأولى هو تأكيد استمرار العلاقات الاستراتيجية القوية بين المملكة والولاياتالمتحدة، والثانية هو التعبير عن القلق المشترك في مواجهة التحديات المختلفة في المنطقة خاصة ما يجري في سوريا، أما الدلالة الثالثة فهي صلابة التنسيق الأمريكي السعودي في مواجهة نظام الأسد والخطر الإيراني، وهو ما يحظى بدعم الغالبية داخل الكونغرس الأمريكي. إلا أن مصادر في الكونغرس انتقدت الخطوات البطيئة لإدارة الرئيس أوباما في تشكيل تحالف دولي في مواجهة النظامين السوري والإيراني معا، حيث لا يُنتَظر من أوباما أن يقوم بأكثر مما قام به في الشهور القليلة الباقية لولايته، وهو ما يهدد بدفع ثمن باهظ على المستوى الاستراتيجي إذا تمكن النظام الإيراني من التمدد حتي عام 2013، وإذا نشبت حرب أهلية في سوريا قد تمتد للبلدان المجاورة. وأكدت مصادر من الجمهوريين داخل الكونغرس ل “الشرق” أن السيناتور جون ماكين وزميله ليبرمان متشائمان من سياسة أوباما التي لا تفي عمليا إلا بالقليل من وجهة نظرهما، وأضافت المصادر أنهما قالا إن هناك فريقين في واشنطن، فريق يقول للسعوديين إن الولاياتالمتحدة ستحسم أمرها في سوريا (وهو فريق أوباما) ولكن دون نتائج عملية، وفريق آخر في الكونغرس يمثله جناح الجمهوري (ميت رومني) يهتم بالدفاع عن المجتمع المدني السوري ولكن يلزمه الوسائل ومن بينها الوصول إلى سدة الحكم في نوفمبر القادم. أما الدكتور وليد فارس، وهو مستشار لدى الكونجرس، فقال في تصريحات خاصة ل “الشرق” إن المملكة العربية السعودية هي عمليا القوة الإقليمية الرئيسة المسؤولة عن حماية الجزيرة العربية. وتنظر واشنطن إلى السعودية كقطب في المبادرة الدولية لإنقاذ الشعب السوري من نظام بشار الأسد.