وضع عدد من شباب محافظة الأحساء حداً للخجل والعيب المصاب بهما قطاع كبير منهم، وقرروا استغلال أوقات الفراغ في عمل مفيد ربما يعود عليهم بمردود مادي مجزٍ، ففتحوا أكشاكاً «دائمة» لبيع الأطعمة والمشروبات في مناطق مختلفة بالمحافظة، لاسيما في الطرقات الرئيسية حيث يقوم الشباب بتقديم الوجبات الخفيفة للمواطنين مثل الكبدة والبليلة والذرة والمشروبات الغازية الباردة. «الشرق» التقت عدداً من الشباب وسألتهم عن الأسباب التي دفعتهم لهذا العمل، ففي البداية يقول الشاب حجي جاسم «عكلا» صاحب أحد الأكشاك « فتحت الكشك بهدف الكسب المادي، وحرصت على أن تكون المأكولات نظيفة وطازجة يتم إعدادها في منزلنا». ويضيف» فكرة إنشاء البوفيه بدأت قبل عشر سنوات تقريباً بعد أن عانيت من فراغ كبير وخصوصاً في الفترة المسائية فكانت فكرة الكشك لاستغلال هذا الفراغ». لم يكتف عكلا بذلك بل إنه عمل على مشاركة شقيقه محمد واثنين من أقاربه في المشروع الصغير الذي تحول إلى خدمة» زبائن الجوال « حيث يقوم الزبون بطلبهم على الهاتف لتجهيز طلبه خلال دقائق معدودة حتى لا ينتظر الزبون ويقف بسيارته بشكل خاطئ مما يتسبب في وقوع حوادث. فيما يقول مصطفى عماش المسؤول عن طلبات السندوتشات الخفيفة -الأجبان بجميع أشكالها والتونة والرهش- «العمل ليس عيباً فالشاب يعتمد على نفسه لتحصيل قوت يومه، وقيامنا بمثل هذه الأعمال ربما تكون للكسب المادي ولكن في الحقيقة نكون فرحين عند تجمع كثير من الأصدقاء». عبدالله البراهيم تقاعد من عمله لكنه أصر على استكمال حياته العمليه ففتح كشكاً صغيراً لبيع المأكولات الشعبية، لافتاً إلى أن زبائنه ليسوا من فئة الشباب فقط، بل هناك كثيرون من كبار السن الذين يقومون بشراء السندوتشات، حيث إن الزبون يشعر بالراحة لأن موقعنا بالقرب من أشجار النخيل حيث الجو البديع ليلاً. «الشرق»سألت الزبائن عن رأيهم في مشروع « الكشك « فكانت الإجابة بأن المأكولات التي يطلبونها، أفضل من البوفيهات والمطاعم التي يعمل بها الآسيويون، ولم يكتفوا بذلك بل طالبوا أصحاب المطاعم التعاقد مع هؤلاء الشباب، وفضلوهم على العمالة الأجنبية التي ساهمت في نشر الأمراض حسب وجهة نظر مرزوق الشهاب أحد الزبائن الذي قال» تعودت الشراء من الأكشاك المتواجدة على الطرقات وما يجذبني لها هو الخدمات التي تقدم من قبل البائعين والطعام الطازج المقدم منهم فهو أفضل من الطعام المقدم من قبل المطاعم والعمالة الأجنبية».