الخميس: قضيت نهاري مستلقٍ على ظهرِ خيطٍ يتدلى من أعلى غُرفة متسخة لغسل الصحون بمطعم (قفا نبك). فيما ذهبت حرمنا لزيارة قريبتها بمطعم مجاور. فاجرة هذه الذبابة، لا أثق في مشاويرها البتة. تباً لكم معشر البشر، ألم تنشر صُحفكم دراسة مفبركة بأن ذكر الذباب يفضّل الأطعمة المتعفنة المحتوية على الكحول حين تصد عنه الأنثى؟! هاأنذا صدّقت مزاعمكم.. الجمعة: استيقظت على نحيب خلّاطات العصير وهي تبكي، والصبي (سيكو) يدس بأحشائها فاكهة فاسدة، يضع عليها القليل من الألوان، والكثير من الدقيق منتهي الصلاحية ليبدو العصير(تخيناً) يستسيغه العشّاق! هل عرفتم أيها الحمقى لماذا يستفرغ رواد (حشيشة الحب) في المطاعم، أمنياتهم سريعاً؟! السبت: غادرت الركن المظلم المزعج بعيداً عن صرير الكراسي المتزحزحة بما عليها من (رُكّاب) للتقرب زلفى من حبيبة استعصى نوالها. خطوات الجرسون المباغتة وهو يروح ويغدو بخبث بائن، يُفسد على العشاق مشروعات وصال تكاد تكتمل. الإثنين: جمعت جناحيّ أنا الذباب المذكور أعلاه في تكاسل وتقزز. طرتُ صوب منضدة في مقدمة الصالة. جلس عصام وجهاً لحب مع (حنان اللقّافة)، ثم طفق يدلق على أذنيها الكبيرتين ملايين الجرادل من سوائل الكلام اللزج المكرور. حنان تتشاغل بإزالة بقايا (مناكير) أسود من أظافرها المتّسخة تراكم على بعضه جيلاً فوق جيل.. - حنان إنتي مش سامعاني خالص.. - أبداً يا صلاح، سامعاك. انتفض عصام في غضب: - مين صلاح دا يا حنان؟! ارتجفت ساقا حنان الطويلتان لاختلاط أسماء العشاق عليها، فاصطدمت ركبتها بالمنضدة فترنح كوب العصير وسال..