الخوف سمة مميزة من سمات الثقافة العربية.. فمنذ بدء حبوك على وجه الأرض وهم يخيفونك بالسعلو، بحمار القايلة، بالذيب... مع أننا في حياتنا لم نرَ ذئباً.. ولا ندري حتى ما هو السعلو؟ أخافونا من كل شيء.. من المدرس، من الشرطي، من الشمس.. من الحركة.. من الفشل.. وقالوا «من خاف سلم»... هذا الخوف أعاقنا.. فغدونا مشلولين.. لا نجيد الحركة.. وأتقنا صنع الأوهام والعراقيل في طريقنا حتى صار هذا «السعلو» يظهر في حياتنا بسبب أو بدون سبب. صحيح أن الخوف شيء فطري وضروري وموجود عند كل البشر، ومحفز صحي للسعي إلى الأمام إذا كان بمقدار معقول.. أما إذا زاد عن حده فإنه يتحول إلى حالة مرضية يتطلب معالجتها. يقول الدكتور إبراهيم حسن الخضير، استشاري الطب النفسي بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، «ينتشر الرهاب الاجتماعي كثيراً في المجتمعات العربية، ويعدّ الأكثر بين أنواع الرهاب.. ظهرت عدة دراسات تقول إن الرهاب الاجتماعي منتشر، والشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب لا يستطيع التحدث أمام مجموعة من الناس، ولا يستطيع مخاطبة مسؤول، وبشكل عام فإنه يخاف بشدة أن يكون في موقع يكون فيه موضع تقييم أو محط الأنظار من قِبل الآخرين». الحذر في المجتمعات المتقدمة حالة طارئة والحذر في حياتنا حالة دائمة، مما يجعلنا متوترين دائماً ونعيش على أعصابنا.. كل هذا لأننا خائفون.. الخوف الحقيقي من الله سبحانه وتعالى.. فحينما ترضي الله والوالدين بعدها لكل الأمور الباقية اجتهاداتها الخاصة.