حقق التعليم في بلادنا الغالية خلال العقود الثلاثة الماضية تطورا كبيرا، كما حقق نمواً هائلاً على كافة الأصعدة، سواء في المناهج وطرق التدريس، أو في المباني والمنشآت التعليمية، أو فيما يتعلق بالكوادر البشرية التي تقوم بعملية التدريس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا التي حققت كلها قفزة «نوعية» و»كمية» تاريخية. وقد حرصت الدولة على تطوير التعليم، وأعطت الكثير من اهتمامها للمناهج والخطط المستقبلية، لتتواكب مع ما يحصل عليه أبناؤنا الطلاب من ثقافة تناسب احتياجات سوق العمل، حيث أثبت أبناء المملكة أنهم على قدر المسؤولية، فأبدعوا في العديد من المجالات العلمية المختلفة لينهضوا ببلادهم ومجتمعهم نحو الإبداع والتميز. ولاشك أن أبناء المنطقة الشرقية يشعرون بكثير من الفخر والاعتزاز، في مثل هذه الأيام من كل عام، عندما نحتفي بجائزة سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتفوق العلمي، التي أصبحت نموذجا للتنافس الشريف بين أبنائنا وبناتنا، من أجل نيل جائزة سموه، والتي تعد الرائدة في مجال تكريم المتفوقين على مستوى مناطق المملكة، حيث نجد في كل عام أعداداً كبيرة من الفائزين بهذه الجائزة الغالية، الأمر الذي يعكس نجاحها في تشجيع أبنائنا وبناتنا على البحث العلمي والإبداع والابتكار، وهو دليل على تحقيق الجائزة لأهدافها وطموحها في نشر التفوق وأبجديات الإبداع الفكري لدى أبنائنا الطلاب. إن الدور الكبير الذي يبذله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز – حفظه الله – صاحب الجائزة واضح للجميع، فهو يسخر وقته وجهده وفكره من أجل إدخال السرور على تلك الفئة الغالية علينا من أبناء الوطن في منطقتنا، وتقديرا من سموه لدور الشباب في الحفاظ على مقدرات الوطن وثرواته. لقد واصلت الجائزة مسيرة نجاح امتدت لأكثر من عقدين، ترسيخا لأهدافها النبيلة، وتحقيقا لغاياتها السامية، وإسهاما في بناء أجيال المستقبل، وتعزيز عملية التنمية البشرية في المنطقة، من خلال تحفيز المتنافسين من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل للوصول إلى أعلى المراتب والدرجات العلمية. إنني أسأل الله تعالى أن ينفع أبناءنا المتفوقين وبناتنا المتفوقات بهذه الجائزة، وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله، وأن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية صاحب الجائزة خير الجزاء، ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.