يستغل بعض المعالجين بالطب البديل، حاجة مرضى السرطان لأي أمل، ويطلبون الأموال الطائلة دون الاكتراث للمخاطر الصحية الجسيمة التي قد يعرض المرضى لها والتي قد تصل إلى الموت. واطلعت «الشرق» على إعلان انتشر عبر البريد الإلكتروني لرجل يدّعي أنه شفي على يد شيخ يدعى «أبو رشيد» من الأردن، حيث روج البريد الإلكتروني بشكل كبير بين المستخدمين، واصفا فيه قدرة الشيخ على علاج السرطان دون اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، مكتفيا بالأعشاب وقراءة القرآن الكريم، واتصلت به «الشرق» بادعاء الحاجة للعلاج. عشبة «ذنب الأسد» يقول الشيخ أبورشيد «أطلب من المرضى إيقاف العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، لأنه يضعف المناعة فيعرقل العلاج البديل ويزيد من قوة الخلايا السرطانية»، ورفض التصريح بمصدر العلم الذي يعالج الناس به على حد قوله، مكتفيا بجملة «العلم من عند الله» ويضيف «بدأت علاج الناس من السرطان، منذ عامين ونصف، وعالجت سرطانات الدماغ ومحجر العين والكبد والجيوب الأنفية وغيرها، ما عدا سرطان الدم»، وأضاف «أستخدم أيضا أعشابا طبية أحضرها من الصحراء، منها عشبة «ذنب الأسد»، وأعالج بحليب النوق، ويكون العلاج على جلسات، فلا يستغرق الشفاء سوى 11 يوما إن كان الورم في بدايته، أما إذا كان متقدما فقد يستغرق الشفاء 21 يوما، وأطلب من الشخص إعطائي ألف دينار فقط قبل العلاج، وألفا بعد تماثله للشفاء»، مدعيا أنه أشرف على علاج عشرين مريضا، تماثل منهم 18 شخصا للشفاء على يديه. وتحدثت «الشرق» إلى «أبو رشيد» مدعية استشارته حول إصابة إحداهن بورم في الدماغ، فأفاد أن هذا الورم خطير، ولكن «لا شيء يصعب على قدرة الله»، وطلب إحضار الحالة إلى الأردن لعلاجها، وحين علم بعدم مقدرة المريضة على السفر، قال «سأرسل لها الأعشاب والزيوت عبر البريد»، لافتا إلى أن الإعلان الذي أرسل لآلاف الناس في الوطن العربي، كان من أحد المرضى الذين تمكن من شفائهم. وتواصلت الشرق مع مريض يدعى «أبو عبدالرحمن» من الأردن، الذي ادعى شفاءه من المرض، حيث قال «عالجني أبو رشيد خلال ثلاثة أسابيع بعد أن أبلغني الأطباء باستحالة الشفاء من سرطان محجر العين و البلعوم و خلف الأنف، وتوقفت عن العلاج الكيميائي بعد ست جرعات لأنه لم ينفع، وشفيت من المرض على يد أبي رشيد في غضون أيام». ملوثة ببراز الفئران الدكتورة فاطمة الملحم وذكرت استشارية علاج الأورام السرطانية الدكتورة فاطمة الملحم أن «إيماننا بالقرآن والسنة، لا يتطلب منا وقف العلاجات الحديثة التي أجريت عليها آلاف الاختبارات على العديد من العينات، وامتدت نجاحاتها لسنوات ووثقت نتائجها، وهي أدوية معترف بها من الهيئة العامة للغذاء والدواء»، وأضافت الملحم «مريض السرطان يلجأ إلى هذه العلاجات بعد أن يخبره الأطباء باستحالة شفائه»، مبينة أنها تعرف طبيبا عالج زوجته عند معالج من سلطنة عمان، حيث أجريت بعض الاختبارات على الأعشاب التي أعطيت له، وتبين أنها ملوثة ببراز الفئران. ويصف استشاري الأورام السرطانية بمستشفى الملك فهد التخصصي الدكتور حافظ حلواني إيقاف مرضى السرطان للعلاج بالمصيبة، مبينا أن من يتوجه له المريض كبديل للطبيب ليس لديه قدرة على إجراء الفحوصات الحديثة اللازمة، من أشعة مقطعية وتحاليل دم، قبل وبعد العلاج، التي تساعد في معرفة نتائج العلاج وفعاليته، ويقول» أعمل في مجال علاج الأورام منذ 15 عاما، ولا يمكن أن أخبر مريضا عن شفائه إلا بعد فحوص واختبارات دقيقة». الخلطات المجهولة الدكتور جابر القحطاني وأوضح بروفيسور العقاقير الدكتور جابر القحطاني أنه لا توجد علاجات عشبية تشفي من السرطان، ويختار بعض المعالجين الأمراض الصعبة كالعقم والإيدز والسرطان والتهابات الكبد الفيروسية كي يبرروا طلبهم لمئات الآلاف أحيانا، ويوضح» توجد أعشاب للوقاية من السرطان قبل الإصابة به، أو تساعد على إيقاف انتشاره لفتره، كالبروكلي و الحلبة والطماطم المشوي والشاي الأخضر الصيني» مشيرا إلى أكاذيب وادعاءات الكثير من المعالجين على المحطات التلفزيونية، ويضيف» يجب الحذر من الخلطات المجهولة في مكوناتها، ومعرفة التداخلات الكيميائية بينها وبين الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، لأنها قد تسبب تليف الكبد والعقم والفشل الكلوي، أوحتى الموت، مدللا بقوله» تعالجت سيدة من سوء الهضم في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني، فعرضت عليها صديقتها العلاج عند عطار، و بعد أربعة أيام راجعت طبيبها في المستشفى لاصفرار وجهها، وحين أخبرت الطبيب بأنها أخذت دواء عشبيا، طلب منها عينة للفحص، حيث أظهرت التحاليل أنها «عشبة الرمرام السامة» والتي تقتل الشخص بعد تناولها ب11-12 يوما فقط، لتسببها بفشل وظائف الكبد، وهذا ماحدث لهذه السيدة، كما قبض على بائع متجول يضع علاجه للسرطان في عبوات مياه و يبيعها ب 15 ألفا، وبالتحليل وجد بها ثوم وخل وملوثة بالبكتيريا».