أحسن شيء الحلطمة، ضع رجلاً على رجل وتحلطم! كل الدنيا غلط وأنت صح، كل الناس مخطئون وأنت صح، الشيء الصحيح الوحيد في الدنيا هو أنت! كلنا بارعون في الحلطمة، صغارنا وكبارنا والسؤال لماذا نحن هكذا؟ وماذا فعلنا لتقليل شيء من أسباب الحلطمة؟ الحلطمة بلغة أهل الشرقية والخليج وبلغة أهل نجد «الدندرة» وباللغة العربية هي الشكوى الدائمة، والسؤال اللي يسدح نفسه هو لماذا أدمن العرب الشكوى وتركوا العمل لمعالجة أسباب الشكوى! قل لي عن آخر مجلس دخلته لم تسمع فيه «حلطمة»؟ لأقول لك «إنك نصاب»! وهل العرب من المحيط إلى الخليج الدائمو الشكوى يصلون إلى أعمالهم في أوقاتها؟ هل يؤدون أعمالهم كما هو مطلوب منهم؟ هل يخدمون الجماهير المحتاجة لخدماتهم كما ينبغي، كل موظف عربي يتفرغ للحلطمة والتذمر من كل شيء «يشوت» طالبي خدمته من المواطنين. الحلطمة لذيذة لأنها تخليك من المسؤولية شكلياً فتنصب من نفسك قاضياً على طريقة الإخوان اللبنانيين « الفاضي يعمل قاضي»، هناك هروب جماعي من المسؤولية في الوطن العربي لا أجد له مبرراً ولكني أعرف أنه حينما تتحلطم تلقي باللائمة على الجميع فتنجو أنت! هناك مفردة مهمة تنقص المناهج الدراسية العربية اسمها « الكفاح» وهذه التي يجب أن تحل محل الأخت العزيزة «حلطمة»، نعم هناك عوائق وهناك تحديات ولكن يفترض أن يكون هناك كفاح وصبر واستمرارية تدعم الطموحات، هكذا يكون البناء والإنجاز وهكذا تكون الحياة، أما الاكتفاء باصطياد الأخطاء وتكبيرها وإلقاء اللائمة على الآخرين، على النظام، على السلطة، على الكل هو هروب من تحمل المسؤولية الفاعلة التي تخدم الجميع.