المواطن العربي مشغول بالهم العام حتى النخاع، أي هم: سياسة، تجارة، بطيخ، ومستعد لتبني قضايا مصيرية في العالم لا نهاية لها، بدءاً من المشاكل التي تواجه شافيز في رئاسة فنزويلا مثلاً إلى أزمة الشارع الخلفي في جزر الوق واق. كلما تحدثت إلى عربي أتحفك بمثل هذه الأمور حتى تخرج وأنت تحمل الدنيا على رأسك. لا أدري هل هذا التشاغل بالهم العام هو وسيلة للهروب من الواجبات الشخصية، فيلقي الواحد منهم مشاكل الدنيا على كتفه ثم يبقى هو “أبو العريف”! هذا الذي ينتقد أداء الحكومة في كل مجلس تجد “سيفون” حمام منزله مضى عليه عام وهو يُهرب الماء (يخرخر) ولم يفكر في إصلاحه! وباب منزله الذي يصرصر منذ سنتين ويحتاج إلى تزييت ليريح جيرانه ويريح نفسه من هذه الصرصرة ولا يفعل له شيئاً! هذا لا يعني أن الحكومات العربية تقوم بواجبها على أكمل وجه، ولكن الإنسان العربي لا يقوم بواجبه تجاه نفسه على أكمل وجه، إنه في أغلب الأحوال إنسان اتكالي يعشق “الحلطمة” وعلى رأي الدكتور أحمد الربعي (يرحمه الله): “العربي يريد المدينة نظيفة ولكنه ليس لديه استعداد أن يساعد في رفع القمامة من أمام منزله”! هذا التشاغل بالهم العام لا أدري هل هو يتم بوعي أو بدون وعي، ولكنه في النهاية يجعل المواطن العربي يتناسى أموراً هامة في حياته كالاهتمام بمنزله وحياته وصحته ويتركها للفوضى والإهمال ويتفرغ هو لتصليح العالم!