توحي التصريحات الصادرة أمس عن كلٍ من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن أطرافاً ذات ثقلٍ دولي بدأت تقتنع بأن دعم الشعب السوري وتمكينه من وسائل الدفاع المشروع عن نفسه في مواجهة نظام بشار الأسد هو الحل المثالي لإنهاء الأزمة التي بدأت قبل عامٍ ويزيد، وراح ضحيتها حتى الآن تسعة آلاف قتيل. «كلينتون» تقول إن القراءة الأمريكية للوضع تشير إلى أن المعارضة السورية قد تزداد قوة، وأن بشار الأسد يخطئ إذا اعتقد بقدرته على هزيمتها، فيما يبدي «أردوغان» قناعته بوجوب التدخل لوقف إزهاق أرواح الأبرياء، وهي نفس القناعة التي وصلت إليها الدبلوماسية السعودية مبكراً، وترجمتها كلمات وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، في أكثر من مناسبة آخرها أمس في النسخة الثانية من مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول، حينما أكد ضرورة أن يكون مؤتمر أصدقاء سوريا نقطة تحول للجمع بين التخفيف عن الشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروعة للذود عن نفسه وعرضه، معتبراً أن تعيين شخصٍ يُعرَف بالحكمة – يقصد كوفي عنان- لا يكفي مالم تتوفر له مرجعية قوية في شكل قرارٍ من مجلس الأمن يعكس مسؤولياته في حفظ الأمن والسلام. إذن وبعد أشهرٍ من ضياع فرص الحل، وصلت قوى دولية فاعلة إلى نفس النتيجة، وهي أن للشعب السوري الحق في التزود بما يتيح له حفظ حياته، وهو ما يتطلب من مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بدوره وإصدار قرارٍ يوقف آلة التقتيل، ويجبر الأسد على الانصياع للإجماع العالمي، الذي بدأ يُترجَم أمس في اعتراف 83 دولة بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد عن السوريين، وفي تشكيل فرنسا مجموعة عملٍ دولية هدفها تضييق الخناق على القيادات في دمشق عبر فرض عقوباتٍ عليهم. إن الأجواء تبدو سانحة الآن لاتخاذ قرارٍ جريء ينقذ المدنيين في المحافظات السورية، ويتيح المساحة لتطبيق خطة عنان للحل، ولا يبدو أن الأوضاع الميدانية داخل القرى والأحياء الثائرة وعلى الحدود مع تركيا ولبنان تحتمل الانتظار حتى عقد نسخة ثالثة من مؤتمر «أصدقاء سوريا».