علمت «الشرق» أن الدبلوماسي الإسرائيلي دافيد سارانغا، الذي حضر إلى المغرب للمشاركة في أشغال الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، غادر الرباط مرغما بعدما تم إخراجه خفية من أحد الأبواب الفرعية للبرلمان المغربي. وأشارت المصادر إلى أن ممثل الكنيست الإسرائيلي، لم يكمل مشاركته في أشغال الاجتماعات بسبب فورة الغضب التي شهدها الشارع المغربي بشكل عام والرباط بشكل خاص، حيث شهد الشارع المقابل للبرلمان مسيرة شارك فيها حوالي مائة ألف مشارك، من أتباع جماعة العدل والإحسان المحظورة وذات التوجه الإسلامي. وكانت المسيرة جابت أهم شارع في الرباط، ووقفت طويلا أمام البرلمان وأحرق المشاركون فيها علم إسرائيل وسط التكبير والتهليل، والدعوة إلى إيقاف التطبيع. وتسبب الحضور الإسرائيلي، في إحراج كبير للحكومة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي انسحب نوابه البرلمانيون من اجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وطالبوا بالكشف عن الأيادي التي منحت تأشيرة الدخول لممثل إسرائيل، مؤكدة بأن وزارة الخارجية والتعاون التي يقودها الإسلامي سعدالدين العثماني، بريئة من العملية ولا يد لها في الموضوع. وكان رئيس البرلمان المغربي كريم غلاب من حزب الاستقلال المشارك في الحكومة، ندد في كلمته الافتتاحية لاجتماع الجمعية البرلمانية للاتحاد، أمام الوفود المشاركة بما فيها ممثل إسرائيل بالسلوك الرسمي الإسرائيلي المتغطرس اتجاه الشعب الفلسطيني، منتقدا سياسة الاغتيالات المتواصلة والاعتقالات غير المشروعة، بما فيها اعتقالات النواب الفلسطينيين المنتخبين داعيا إلى إطلاق سراحهم بشكل فوري. وانتقد المسؤول البرلماني المغربي في كلمته تواصل عمليات هدم البيوت والمساكن إمعانا في العداء والكراهية والعنصرية، والنيل من طمأنينة واستقرار وراحة المدنيين العزل، والمضي بدون رادع في سياسة الاستيطان المرفوضة سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، مؤكدا أن إسرائيل لا تتردد في خرق الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني، والاستهتار بكل قرارات الأممالمتحدة.