أثار حضور دبلوماسي إسرائيلي إلى المغرب ضمن وفد الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط للمشاركة في اجتماع الدورة الثامنة للجمعية الذي تشهده رحاب مجلس النواب بالرباط، السبت 24 مارس/آذار الجاري، احتجاجات ونقاشات سياسية ساخنة، حول خلفيات استقبال "وفد" إسرائيلي في سياق إقليمي ومحلي جديد يتسم بصعود حكومة في المغرب يقودها إسلاميو حزب العدالة والتنمية. ونظمت فعاليات مغربية تدعم فلسطين وقفة احتجاجية ضد استضافة الإسرائيليين صباح السبت أمام مقر البرلمان، تزامنا مع الافتتاح الرسمي لاجتماع الجمعية البرلمانية من أجل المتوسط، فيما قرر برلمانيو "العدالة والتنمية" مقاطعة هذا الاجتماع كردة فعل على حضور عضو الكنيست الإسرائيلي "دافيد ساركانا"، تماشيا مع الموقف المبدئي للحزب الإسلامي الرافض للتطبيع مع الإسرائيليين. ضد التطبيع واعتبر عبد العزيز عماري، رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، في تصريح ل"العربية نت" أن موقف الحزب من مسألة التطبيع مع إسرائيل معروف ولا لبس فيه منذ أن كان الحزب في صف المعارضة، وهو على نفس النهج والموقف السياسي من هذه القضية حتى وهو يقود الحكومة الحالية، لأن ثبات المبدأ لا يتبدل بتغير الاصطفاف والمواقع السياسية. وبالتالي، يضيف النائب الإسلامي، فإن برلمانيي فريق العدالة والتنمية بالبرلمان لم يشاركوا في اجتماع الدورة الحالية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط التي بدأت أنشطتها اليوم السبت، لرفض الحزب القاطع للتعاطي مع إسرائيل في جميع المجالات والتعاملات، لكونه موقف سياسي وفكري وحضاري يعد أقل ما يمكن تقديمه لفلسطين المغتصبة. ويرى مهتمون بالشأن السياسي بالمغرب أن استضافة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي لوفد إسرائيلي، يتكون من عضو واحد على الأقل، هو أمر عادي بالنظر إلى محددات العمل السياسي الميداني وحجم إكراهاته التي تجعل من هذه الأنشطة وضعا يفرض نفسه تلقائيا على الحزب الذي يسعى إلى التآلف مع نوع من الواقعية السياسية. وفي سياق ذي صلة، تساءل مراقبون كيف يمكن لعضو الكنيست الإسرائيلي أن يدخل إلى أرض المغرب دون موافقة الحكومة "الإسلامية" والحصول على تأشيرة من وزارة الخارجية للدخول إلى البلاد، غير أن مصادر من داخل وزارة الخارجية أكدت على أن مصالح الوزارة لم تتوصل بأي طلب لنيل التأشيرة من طرف المسؤول الإسرائيلي، وأن ممثل الكنيست الإسرائيلي قد يكون دخل المغرب بجواز أوروبي. استفزاز لمشاعر المغاربة وأفاد الناشط الحقوقي خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين، في تصريحات ل"العربية نت" بأن هناك من يقول إن العضو الإسرائيلي حضر للمغرب بدعوة من قيادة مؤتمر البرلمان الأوروبي وليس بدعوة من المغرب، مضيفا أن هذا القول مرفوض ومردود عليه. ويشرح السفياني أن المغرب بلد ذو سيادة، ومن حقه أن يرفض استقبال من سماهم بالإرهابيين على أرضه، مشددا على أنه كان يجب على الحكومة أن تخبر البرلمان الأوروبي بأن المغرب سيعتقل هذا العضو الإسرائيلي ما إن تطأ قدماه البلاد، مطالبا في الآن نفسه بطرد عضو "الكنيست" فورا من أرض المغرب. وقال العضو المغربي الوحيد في اللجنة التحضيرية لمسيرة القدس العالمية إن حضور الدبلوماسي الإسرائيلي للمغرب هو عمل شنيع ومُدان ولا يمكن القبول به بأي وجه من الوجوه السياسية والتاريخية والاجتماعية، كما أنه عملية استفزازية مُركبة ضد مشاعر الشعب المغربي. وأوضح المتحدث بأن المغاربة يعتبرون أي تطبيع مع "الكيان الغاصب" خيانة قومية ودينية وسياسية، ولأن هذا الاستقبال يأتي في سياق محلي ودولي يستعد فيه أحرار العالم لتنظيم مسيرة عالمية من أجل القدس يوم الفاتح من أبريل المقبل، ستعرف مشاركة آلاف الشخصيات المعروفة. وتابع بأن حضور هذا الإسرائيلي إلى المؤسسة التشريعية للمغرب يأتي أيضا في وقت يصعد فيه "الكيان الصهيوني" من اعتداءاته ضد غزةوالقدس مستغلا انشغال البلدان العربية والإسلامية بالقضايا الداخلية والثورات الشعبية، ليكمل خطته الخطيرة في تهويد القدس وإبادة المقدسات الإسلامية والمسيحية.