شهد مهرجان سوق المسوكف الشعبي عروضاً لنوادر التراث شملت السيوف والبنادق ومستلزمات الزراعة من محاريث وغيرها وأدوات البيت والمشغولات اليدوية، وتستمر العروض حتى 8 جمادى الأولى الحالي. وقد حرص الآباء والأمهات على تعليم أبنائهم أسماء الأدوات واستخداماتها، ما بدا معه كل أب وكل أم كما لو كان مرشدا سياحيا خلال جولاتهم بجنبات السوق. «الشرق» التقت عديداً من زوار المهرجان وسألتهم عن انطباعاتهم عن السوق ومعروضاته، حيث قال عبدالله العيدان «أتيت وعائلتي من الرياض إلى عنيزة لحضور مهرجان المسوكف الشعبي ولم نكن نتصور أن يكون المهرجان بهذا التنظيم الرائع وخصوصاً القسم المختص بالعوائل والأكلات الشعبية ومسرح الطفل ما أتاح جواً عائلياً جميلاً». وقال «سمعت عن المهرجان السابق الذي أقيم خلال العام الماضي وتمنيت لو استطعت أن أحضره، وفي هذا العام قرأت الخبر في صحيفة «الشرق» عن بداية إقامة المهرجان فتوجهت مباشرة من الرياض إلى عنيزة وسنبقى في عنيزة طيلة أيام المهرجان». وقال رئيس جماعة فناني عنيزة الفنان التشكيلي صالح النقيدان إن مهرجان المسوكف الشعبي يعرِّف الجيل الجديد بتراثهم وموروثهم الشعبي، فالشكر لوزارة الثقافة والإعلام ووزارة السياحة على الجهود المبذولة لإثراء حركة التراث على مستوى المملكة. وقال «نحن نسعد بحصول مهرجان سوق المسوكف على المركز الأول في التنظيم على مستوى المملكة وتميزه بعدة فعاليات مثل المزاد العلني لنوادر التراث الذي يعد الأقوى من نوعه على مستوى الخليج». وقال «بحكم أنني فنان تشكيلي فإن هذه الفعاليات تشدني وتبقى في ذاكرتي، ما يؤثر على الإنتاج الفني لأي فنان». وقال «أحب أن أضيف بأن عنيزة ستبقى نبراسا للأدب والعلم والفن والثقافة والتراث. مشيراً إلى أن التراث لا يتوقف على منطقة معينة، فترامي أطراف المملكة يثري ثقافات وموروثات شعبها. وقال عمدة رياض الخبراء سعد الشرمان «أتيت من رياض الخبراء التي تبعد ستين كيلومترا، وكنت أظن أن المهرجان عبارة عن سوق شعبي فقط ولكن تفاجأت بفعاليات المهرجان». وقال «أرى أن المهرجان عبارة عن جنادرية مصغرة. وقد استمتعت أنا وأبنائي كثيراً بما شاهدته. فالمهرجان والموقع بشكل عام يغنيك عن الخروج منه؛ إذ يوجد بداخله قسم للمأكولات وساحة للصلاة ومرافق خدمية وفعاليات مختلفة وأماكن للتسوق، وسأكرر زيارتي للمهرجان بعد أيام قليلة، وسأخبر الأصدقاء بذلك وعندما أكون برياض الخبراء سأتابع فعاليات المهرجان عبر صحيفة «الشرق» التي تميزت بتغطية الحدث». وفي عرض أمام بوابة سوق المسوكف، شهد زوار المهرجان عرضاً لتراث «رجال عقّيل» وهي جمع «عقيلي» وهم تجار من منطقة القصيم وجلهم من مدينتي عنيزة وبريدة امتهنوا تجارة الإبل والخيل وكانوا يقومون بالتجارة عبر القوافل منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً؛ حيث كانوا متجهين بقوافلهم من القصيم إلى مصر وفلسطين والعراق وتستمر الرحلة حوالي الشهرين. وقدم العرض أمام بوابة المسوكف أحد أحفادهم حيث أحضر معه بعض الإبل وهي من سلالة إبل أجداده، وقدم شرحاً للزوار عن الرحلات التجارية القديمة ووضع بعض الأطفال على «شداد الذلول» ليقودها على مسافة قريبة، ومن ثم يعود ليسمح لغيرهم بالتجربة. كما أقيم بيت شعر بجواره تقدم فيه القهوة العربية على مدار الساعة.