أكد مصدر مطلع في وزارة التعليم العالي ل «الشرق»، أن زيادة مكافأة المبتعثين، وافتتاح مزيد من الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج لا تزال فكرة مطروحة لم تعرض للدراسة والنقاش. وأضاف « الموضوع طرح منذ وقت بعيد، وربما تقوم الوزارة بتشكيل لجنة مختصة لدراسته من كافة جوانبه، قبل أن ترفعه للجهات العليا لإقراره»، ملمحا إلى احتمالية تشكيل لجنة لدراسته في وقت قريب. وكان عدد من الطلبة المبتعثين في بريطانيا طالبوا، بزيادة المكافأة الشهرية، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، مؤكدين أنها لا تغطي جميع المستلزمات مثل السكن والمواد الغذائية والخدمات والدورات الدراسية. وقالوا ل «الشرق»، إنهم مع ارتفاع الأسعار يواجهون صعوبة العيش في بريطانيا، مضيفين أنهم ليسوا مثل غيرهم من المبتعثين في دول أخرى، إذ إن تكلفة مستوى المعيشة في تلك الدول أقل بكثير من بريطانيا. ويرى المبتعث عبدالله حسين، أن المكافأة الشهرية لا تغطي مصاريفه، ويلجأ كل شهر إلى والده في المملكة العربية السعودية لتحويل بعض النقود، مبينا أن بريطانيا ليست مثل غيرها من الدول الأخرى، وتعد من أكثر الدول ارتفاعاً في الأسعار. وأضاف «سئمنا من انتظار وعود الوزارة بالنظر في زيادة المكافآت الشهرية، حيث إن المكافآت الحالية كانت تكفي الطلاب الذين درسوا قبل عشرين عاماً، أما الآن فقد تغير الوضع، فالأمور المعيشية والسكنية زادت أضعافاً لما كانت عليه في الوقت السابق»، متمنيا من مسؤولي الوزارة النظر بعين صادقة في زيادة المكافآت الشهرية للطلاب حتى تتناسب مع مستوى المعيشة الحالي. ويؤكد المبتعث إبراهيم اليامي، أن السكن من أكثر الأشياء صعوبة في بريطانيا، وأسعاره أصبحت مرتفعة بشكل خيالي، وشروطه تعجيزية، وأضاف «أكثر مكاتب الإيجار لا تقوم بالتأجير عندما يرون أن الراتب الشهري للمبتعث لا يمكنه من تغطية الإيجار، وأغلب الشقق التي توجد بها غرفة واحدة تتراوح قيمتها بين 450 إلى 600 باوند، إضافة إلى فاتورة الكهرباء والغاز والماء والتأمين، مما يجبرني على أن أطلب من أحد الأصدقاء أن يسكن معي بغرض المساعدة في الإيجار، وذلك يتم على حساب بيئتي الدراسية التي لا تحتمل أن يسكن شخص معي في غرفة صغيرة لا تكفينا للدراسة والمعيشة معاً، كما أن السكن الجامعي مشترك ولا تتوفر به الخصوصية، وكذلك فقدان ممتلكاتنا الخاصة نتيجة السرقة وكثرة الإزعاج، وإلى جانب أن أكثر الشقق التي نقوم باستئجارها تكون غير مؤثثة مما يضطرنا إلى شراء الأثاث من حسابنا الخاص». أما المبتعث فهد محمد، فيشكو من الارتفاع الملحوظ والكبير في المواد الغذائية والاستهلاكية من أواخر العام الماضي وحتى الآن وهي في ازدياد متواصل، وأضاف «أنا لا أملك أي وسيلة للتنقل من البيت إلى الجامعة سوى التنقل عبر الباصات التي شهدت أيضاً ارتفاع أسعار تذاكرها». ويؤكد المبتعث خالد صالح، أنه أضطر للعيش في مدينة قريبة من المدينة التي يدرس فيها بسبب عدم توفر السكن الآمن، مما زاد عليه الأعباء المالية نتيجة تكاليف وسائل التنقل، وأضاف «المصاريف المعيشية أرهقتنا مالياً ونفسياً، وأرهقت كذلك أسرنا التي تقوم بإيداع مبالغ مالية شهرياً على حسابي لا تقل عن 3500 ريال وحاولت «الشرق»، التواصل هاتفياً مع المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان، وعبر إرسال خطاب رسمي عبر الفاكس، لنقل مطالب المبتعثين للوزارة ومعرفة رأيها حيال ذلك، إلا أن ذلك تعذر بعدم الرد.