تسيطر الأزهار على العقل مع بدء الكلام عن فصل الربيع، وتبدأ صور الأزهار المختلفة بالتوالي على الذهن أو في العيون، استعراضاً للزخم الملون الذي ينطبع فيه هذا الموسم. في أسبوع الموضة الباريسي للموسم المقبل ربيع – صيف 2012، احتلت الأزهار خشبات العرض، فظهرت في كثير من المجموعات في عروض الأزياء الراقية، فطغت على مجموعة الإيطالي موريتزيو غالانتيه من خلال الأكسسوارات التي ألبسها للعارضات، ولم تغب عن مجموعة بيل غايتن لدار ديور الفرنسية، وفي حين أضافت رونقاً خاصاً في مجموعة الإيطالي غامباتيستا فاليه، اختار أليكس مابيل أن يحوّل عارضاته إلى ورود متحركة. هذا الدفق من الحدائق المتنقلة، لم يغب عن مجموعة المصمم اللبناني جورج حبيقة، الذي اختار رمز العذوبة والأنوثة من الأزهار، «الأوركيدي»، عنواناً لمجموعته الجديدة. هي الزهرة التي تم اكتشافها في الصين عام 700 قبل الميلاد، وتحوّلت رمز الحفاظ على الرومانسية والحب إلى درجة أطلق عليها الفيلسوف الصيني كونفوشيوس لقب «زهرة عطر الملوك». الجمال والعذوبة اللذان توحي بهما الأوركيدي، من عنقها الأنيق إلى زهرتها الرّقيقة، لعبا مصدر الإلهام لحبيقة في مجموعته الراقية لربيع وصيف 2012 لتأتي امرأة المصمم اللبناني لهذا الموسم جاذبة للأنظار عبر قوامها الممشوق، وساحرة بتنانير منحوتة بالأزهار أو بفساتين قصيرة محدّبة لطيفة كما البتلات التي تتميز بها الأوركيدي. تتناغم جديّة التصاميم مع انسيابيّة أقمشة الموسلين والكريب جورجيت والأورغنزا ورفرفتها. وتذكّر لطافة المطرّزات بقطرات الندى المنعشة والوميض الورديّ الصباحيّ، مّا يجعل المجموعة بهذا النبل، مترافقة مع لوحة من الألوان المرهفة كالتأثير المشمشيّ والأخضر المائيّ. عارضات حبيقة بَدَوْن غاية في البساطة، من خلال الموديلات الانسيابية للملابس، وهو سعى إلى الإبقاء على تسريحة عادية للشعر، بهدف لفت الأنظار إلى الفستان نفسه، قصيراً كان أو طويلاً. ودخلت الزهرة «الراقية»، إلى التصاميم، إن بكثرة أو لتأكيد حضورها فقط كرمز بسيط يذكر بملهمة المصمم إلى أن توّجت رأس العروس بتسريحة مميزة قرّبتها إلى الملكات الأساطير. هي مجموعة حبيقة تحاكي بألوانها المتنوعة وأقمشتها المختلفة زهور الأوركيدي، فتظهر غير تقليدية، وتحوي في طياتها وقصّاتها الجمال والأنوثة والغرابة في الوقت نفسه، وهو ما يكسب امرأة حبيقة جاذبية خاصة، لا يمنحها جمالاً غير مفتعل.