يحرص النحالون في منطقة الباحة وفي غيرها من مناطق المملكة التي توجد بها أشجار السيال على نقل مناحلهم إلى الأماكن التي تتواجد بها الأشجار ,وذلك للفوز بتكاثر النحل جراء تعاطيه مع أزهار هذا النوع من الأشجار. والسيال أو السيالة كما يسميها البعض ينتمي لفصيلة "الأكاسيا" وهو شبيه بالطلح يطول ويعمر وله سائل صمغي يخرج من سيقانه له فوائد طبية يعرفه الناس في هذه المناطق. ومع بداية فصل الخريف وزيادة رطوبة الجو تثمر أشجار السيال ثمارا بيضاء جميلة. وخلال أشهر الفصل تزهر أشجار السيال سبع مرات ويحرص النحالون على تحين الفرصة لينقلوا مناحلهم إليها, إلا أنها لا تنتج عسلا كثيرا. ويقول المتخصص في تربية النحل وعضو جمعية النحالين في المملكة محمد صالح الغامدي: مع نهاية فصل الخريف يكون النحالون قد اقتربوا من نقل مناحلهم إلى شجرة أخرى للإفادة منها كالسدر مثلا والذي بدأت أزهاره تتكاثر مع بداية فصل الشتاء , الأمر الذي ينبئ بجني عسل سدر وافر هذا العام , وذلك بعد أن ظفروا بتكاثر مناحلهم بسبب موسم إزهار غزير لأشجار السيال هذه السنة. ويضيف الغامدي: ثمار أشجار السيال لا تنتج عسلا كثيرا لكنها غنية بحبيبات اللقاح التي يستفيد منها النحل في عملية التكاثر لذا تجد الكثير من مربي النحل ينقلون مناحلهم إلى الأماكن التي تتواجد فيها هذه الشجرة. ويقول مربي النحل عبد الله العامري من الملاحظ هذا العام تكاثر النحل وازدياد عدد الخلايا لدى النحالين بعد أن شارفت عند بعضهم على الانقراض نتيجة لأمراض وآفات تعرض لها النحل في السنوات الماضية. ويضيف هذا العام شهد موسم إزهار شجري جيد لاسيما أشجار السيال التي جادت هذا العام لتعوض الخسائر التي مني بها النحالون خلال الأعوام السابقة فقد تكاثرت المناحل وزاد عدد النحل الأمر الذي يبشر بموسم جني رابح. وعن شجرة السيال يقول العامري: تعتبر أشجار السيال من الأشجار التي يفضلها النحل وذلك للإفادة من أزهارها التي تفيد في تكاثر النحل. وقال رئيس وحدة أبحاث النحل بكلية الزراعة بجامعة الملك سعود ومستشار وزارة الزراعة لشؤون النحل الدكتور أحمد الخازم: تعتبر أشجار السيال واحدة من أفضل الأشجار التي تساهم في تكاثر النحل وهي من الأشجار القليلة في المملكة ولا تتواجد بأعداد كبيرة كما هو الحال في أشجار السلمة والسمرة التي هي من نفس الفصيلة (الأكاسيا) وهي من الأشجار التي ينتج منها النحل عسلا أيضا ولكن لقلة هذا النوع من الأشجار فلا تجد من يقول إن هذا عسل سيال كما هو الحال في السدر والسلم والسمر وغيرها نظرا لندرتها لذا فالنحل يطرق هذه الشجرة للقاح أما العسل فبكميات قليلة.