مليشيا الحوثي منذ نشأتها لم يعرف عنها أنها تتقيد بالقوانين الدولية، ولم تردعها الأعراف اليمنية والعربية ولا عادات وقيم المجتمع، وما زالت ترتكب أبشع الجرائم بحق اليمنيين ذكورًا وإناثًا قتلًا واختطافًا وتعذيبًا ونهبا للممتلكات، وقد أكدت مصادر تعمل لدى المليشيا الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء، ما تناولته وسائل إعلامية دولية عن احتجاز وتعذيب الحوثيين لنساء في صنعاء، وأنهم يساوموهن على المال ويبتزوا أسرهن. وقال مصدر في إدارة البحث الجنائي في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن ميليشيا الحوثي احتجزت كثيرًا من النساء في العام الماضي؛ بسبب خلفيات سياسية، أو بهدف ابتزازهن، مشيرًا إلى أن ما نشر عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية مجرد “غيض من فيض”. وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه؛ لاعتبارات أمنية، أن الحوثيين يختطفون النساء من الشوارع، أو يعتقلونهن من المنازل، ويخفوهن في إدارة البحث الجنائي، ويقومون بالتحقيق معهن، إضافة إلى التكتم عن مكان الاحتجاز، لافتاً إلى أن كثيرًا من الأهالي “أبلغوا عن اختفاء نسائهم، إلا أن إدارة البحث الجنائي تنكر وجودهن دائمًا”. وأكد المصدر أن عمليات الاختطاف أو الاعتقال تُديرها عناصر من خارج المؤسسة الأمنية بشكل كامل، مُنحوا رتبًا عسكرية بعد الانقلاب في سبتمبر/ أيلول 2014. وأشار المصدر إلى أن ميليشيا الحوثي أفرجت عن بعض النساء بعد أن أجبرت أسرهن على “دفع مبالغ مالية كبيرة جداً للقيادات الحوثية التي تسيطر على الأجهزة الأمنية”، مؤكداً أن الميليشيا استحدثت سجوناً سرية بعد اكتشاف أهالي المختطفات أنَّ مقر البحث الجنائي كان مقر الاحتجاز. وفي ظل هذه الانتهاكات أكد المصدر أن أهالي المختطفات “لا يستطيعون الظهور واتهام ميليشيا الحوثي بشكل صريح وعلني في وسائل الإعلام، خوفاً من بطشهم، ويعتقدون أن العار سيلحقهم إذا ما عرف الناس ما حدث”. وأثارت القضية استياء اليمنيين بمختلف انتماءاتهم، فالعادات والتقاليد القبلية تعتبر الاعتداء على اليمنية جريمة كبرى. وفي هذا السياق، قال المواطن، أحمد الربيعي: إنه لم يُصدق الأخبار المتداولة التي تفيد أن ميليشيا الحوثي الانقلابية تختطف النساء في العاصمة صنعاء، إلا بعد اعتراف بعض قيادات الحوثيين الذين برروا أنها حالات فردية. وأضاف الربيعي، “رغم علمي بالانتهاكات الكبيرة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي ضد المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أنني لم أتخيل يوماً أن يصل بها الجُرأة إلى اختطاف واعتقال وتعذيب النساء، بسبب العادات والتقاليد اليمنية الصارمة التي ترفع من شأن المرأة، وتمنع منعاً باتاً التعرض لها لأي سبب كان. واصفًا ما يمارسه الحوثيون ب”العيب الأسود”، وهو من أبرز الانتهاكات وفق العادات والتقاليد اليمنية. وطالب الربيعي القبائل اليمنية بالانتفاض ضد ميليشيا الحوثي التي تنتهك أعراض المواطنين منذ انقلابها. وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، قد تقدمت ببلاغ في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى النائب العام، تدعوه إلى التحقيق في اختطاف واختفاء نحو 120 امرأة في أمانة العاصمة. وبحسب البلاغ، فإن المنظمة بحثت عن المختطفات في سجون أمانة العاصمة دون جدوى، مع إنكار السلطات الأمنية احتجاز أي امرأة، “إلا أن هناك نساء رجعن إلى منازلهن بعد دفع مبالغ مالية كبيرة”، بعد أن احتجزن في سجن إدارة البحث الجنائي في صنعاء، وبعضهن سجن في منازل مخصصة لسجن النساء. وأشار البيان إلى أن إحدى المفرج عنهن قالت: إن الحوثيين داهموا منزلها، ونهبوا مجوهراتها وممتلكاتها وأخفوها لأكثر من شهرين، وأنهم حققوا معها وأجبروها تبصم على عدد من الأوراق، وأنها اضطرت للتنازل عن كافة أغراضها من مجوهرات ومال مقابل الإفراج عنها، وأكدت أنها احتجزت في فلة بشارع تعز، وأن دخل المعتقل عشرات النساء والفتيات لا يعرف أهلهن عنهن شيئا. وأوضحت المنظمة في البلاغ، أنها اكتشفت أن بعض العاملين في البحث الجنائي بالعاصمة صنعاء، أكدوا “أن بعض الليالي تأتي فيها حافلات متوسطة معكسة وبداخلها نساء، ويأتي محقق من البحث، ويقوم بالتحقيق مع السجينات في المبنى الخلفي للبحث الجنائي، وأنهم يسمعون في بعض الليالي صراخ النساء أثناء التحقيق معهن، بل يصل صراخهن إلى الأحياء المجاورة للبحث الجنائي في شارع العدل”. لافتًا إلى أن أحد “ضباط البحث الجنائي أكد أن هذه القضية كبيرة جدًا، وأن لا أحد يستطيع الكلام خشية إخفائهم، مثل كثير من زملائهم العاملين في البحث الجنائي الذين انتقدوا بعض الممارسات”.