أكدت صحيفة الأيام البحرينية في افتتاحية عددها الصادر اليوم، عدم وجود مؤشرات تدل على إمكانية عودة قطر إلى الإجماع الخليجي في محاربة الإرهاب والتشدد، خاصة بعد إصرار الدوحة على توثيق علاقاتها مع إيران أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من أن طهران هي رأس حربة الإرهاب الذي تعاني منه الدول العربية. وركزت "الأيام" البحرينية في افتتاحيتها التي حملت عنوان "إنها ليست مجرد اتهامات!!"، على إمكانية تصنيف قطر ضمن الدول الراعية للإرهاب، وأن ذلك لن يتم بناء على مجرد اتهامات، في ظل وجود أدلة وإثباتات تؤكد تورط قطر بممارسات تستدعي معاقبتها واتخاذ إجراءات صارمة ضدها قطر. وهنا نص الافتتاحية: إنها ليست مجرد اتهامات !! حتى الان لا يوجد مؤشر جاد على ان قطر على استعداد للتراجع عن مواقفها في الخروج عن الثوابت الخليجية المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالإجماع الخليجي على مكافحة الارهاب والعنف والحركات المتشددة والمتطرفة ، وهي المسالة التي تأتي في قمة اولويات دول مجلس التعاون . بل من الظاهر والمعلن ان هناك اصرارا قطريا على السير في هذا النهج ، وخاصة ما كشف عنه الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم السبت بين امير دولة قطر والرئيس الايراني حيث وصف امير دولة قطر علاقات بلاده مع ايران بأنها " عريقة وتاريخية ووثيقة " وان قطر تريد تعزيز هذه العلاقات اكثر مما مضى وانه سيوعز الي الجهات المعنية في قطر باتخاذ الجهود لتنمية العلاقات مع طهران !! يأتي ذلك في الوقت الذي نعرف فيه جميعا بأن طهران هي رأس الحربة في الارهاب الذي تعاني منه دولنا العربية كافة ، وانها المسئول الاول عن العمليات الارهابية وزعزعة الامن والاستقرار الذي تعاني منه منطقتنا الخليجية ، والمذابح البشرية التي حصلت في العراقوسوريا واليمن وغيرها من الدول التي عانت كثيرا وطويلا من الارهاب الايراني . وليت الامر وقف عند هذا الحد ، بل ان قطر امعنت في نهجها هذا منذ عقود ، واستقطبت كل الجماعات الارهابية والمتطرفة بحيث اصبحت الدوحة وكرا لهم ، الي جانب تورطها في تكوين وتمويل العديد من الجماعات والعصابات والمليشيات الارهابية والمسلحة التي نفذت وتنفذ عمليات ارهابية في العديد من الدول العربية ومنها سيناء ومصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس، فيما قام الاعلام القطري وخاصة قناة الجزيرة بتبني ودعم وتشجيع هذه الجماعات الارهابية . هذه ليست مجرد اتهامات موجهة الي قطر ، بل ان ذلك موثق بالأدلة وفقا لتقارير اجنبية اثبتت تورط قطر في كل ذلك ، الامر الذي دفع عدد من الدول الغربية الي التلويح باتخاذ اجراءات ضد قطر ومعاقبتها على هذا السلوك ، وتسميتها كدولة راعية للإرهاب. وفي هذا الصدد فقد اكد وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس انه يجب مساءلة القطريين عن دعمهم المادي واللوجيستي للإرهابيين ، فيما اكدت تقارير غربية ان قطر تقدم اموال طائلة الي تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابية والمتطرفة في سوريا، حيث ادرجت احدى الشخصيات القطرية التي قامت بنقل هذه الاموال في قائمة الارهابيين المفروض عليهم عقوبات. ان دول الخليج وانطلاقا من واجب الاخوة ، فقد حاولت مرارا اثناء قطر عن انتهاج هذا السلوك لضرره البالغ على الجميع ، ولمعرفتها بأبعاد المسألة وانعكاساتها " في حالة اذا ما تم اتخاذ اية اجراءات ضد قطر" على ابناء الشعب القطري الشقيق الذي لا ذنب له فيما جرى ويجري ، والذي لا نرضى ان يقع عليه اي ضرر، فهم اخوة اعزاء. وفي مقابل ذلك ، فأننا نتمنى على قطر ان تتخلى عن هذا النهج والسلوك الذي يعتبر لعبا بالنار والتي بدأت شراراتها تطال الثوب القطري ، ونتمنى على قطر ان تعود الي بيتها الخليجي ، لنعمل جميعا يدا واحدة من اجل تنمية واستقرار ورخاء شعوبنا كافة. "الأيام"