حتى الآن لا يوجد مؤشر جاد على ان قطر على استعداد للتراجع عن مواقفها في الخروج عن الثوابت الخليجية المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالاجماع الخليجي على مكافحة الارهاب والعنف والحركات المتشددة والمتطرفة، وهي المسألة التي تأتي في قمة اولويات دول مجلس التعاون. بل من الظاهر والمعلن ان هناك اصرارا قطريا على السير في هذا النهج، وخاصة ما كشف عنه الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم السبت بين امير دولة قطر والرئيس الايراني، حيث وصف امير دولة قطر علاقات بلاده مع ايران بأنها «عريقة وتاريخية ووثيقة» وان قطر تريد تعزيز هذه العلاقات اكثر مما مضى وانه سيوعز الى الجهات المعنية في قطر باتخاذ الجهود لتنمية العلاقات مع طهران!! يأتي ذلك في الوقت الذي نعرف فيه جميعا أن طهران هي رأس الحربة في الارهاب الذي تعاني منه دولنا العربية كافة، وانها المسئول الاول عن العمليات الارهابية وزعزعة الامن والاستقرار الذي تعاني منه منطقتنا الخليجية، والمذابح البشرية التي حصلت في العراقوسوريا واليمن وغيرها من الدول التي عانت كثيرا وطويلا من الإرهاب الإيراني. وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل إن قطر أمعنت في نهجها هذا منذ عقود، واستقطبت كل الجماعات الارهابية والمتطرفة بحيث اصبحت الدوحة وكرا لهم، الي جانب تورطها في تكوين وتمويل العديد من الجماعات والعصابات والميليشيات الارهابية والمسلحة التي نفذت وتنفذ عمليات ارهابية في العديد من الدول العربية ومنها سيناء ومصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس، فيما قام الاعلام القطري وخاصة قناة الجزيرة بتبني ودعم وتشجيع هذه الجماعات الارهابية. هذه ليست مجرد اتهامات موجهة الى قطر، بل ان ذلك موثق بالادلة وفقا لتقارير اجنبية اثبتت تورط قطر في كل ذلك، الامر الذي دفع عددا من الدول الغربية الي التلويح باتخاذ اجراءات ضد قطر ومعاقبتها على هذا السلوك، وتسميتها كدولة راعية للارهاب. وفي هذا الصدد فقد اكد وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس انه يجب مساءلة القطريين عن دعمهم المادي واللوجيستي للارهابيين، فيما اكدت تقارير غربية ان قطر تقدم اموالا طائلة الى تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابية والمتطرفة في سوريا، حيث ادرجت احدى الشخصيات القطرية التي قامت بنقل هذه الاموال في قائمة الارهابيين المفروض عليهم عقوبات. ان دول الخليج وانطلاقا من واجب الاخوة، فقد حاولت مرارا إثناء قطر عن انتهاج هذا السلوك لضرره البالغ على الجميع، ولمعرفتها بابعاد المسألة وانعكاساتها «في حالة اذا ما تم اتخاذ اية اجراءات ضد قطر» على ابناء الشعب القطري الشقيق الذي لا ذنب له فيما جرى ويجري، والذي لا نرضى ان يقع عليه اي ضرر، فهم اخوة اعزاء. وفي مقابل ذلك، فإننا نتمنى على قطر ان تتخلى عن هذا النهج والسلوك الذي يعتبر لعبا بالنار والتي بدأت شراراتها تطال الثوب القطري، ونتمنى على قطر ان تعود الي بيتها الخليجي، لنعمل جميعا يدا واحدة من اجل تنمية واستقرار ورخاء شعوبنا كافة.