انتقد أحد القادة الميدانيين، قيادة الجيش الحر، واتهمها بالتخلي عن الجيش الحر الموجود في مدينة إدلب لناحية تقديم الدعم اللازم من ذخيرة وعتاد لمواجهة كتائب الأسد التي حاصرت المدينة وقصفتها على مدى أسبوعين دون توقف بجميع أنواع الأسلحة، وبسبب قلة الذخيرة اضطر عناصر الجيش الحر الانسحاب منها، وأوضح أن الذخيرة التي كانت لديهم تم شراؤها من المساعدات التي قدمها أهالي المنطقة وبأسعار باهظة، إذ وصل سعر رصاصة بندقية «الكلاشينكوف»الروسية أكثر من 250 ل. س، وسعر قذيفة «آر بي جي» المضادة للدروع أكثر من 75 ألفاً (حوالي ألف دولار أمريكي)، وإضافة إلى ذلك وصول ذخيرة فاسدة وخاصة طلقات «الكلاشينكوف» وقذائف «آر بي جي» التي لم تكن ذات فعالية في أرض المعركة، وأضاف أن الألغام التي زرعوها قبل دخول كتائب الأسد هي الأكثر فعالية في المعركة، حيث استطاعوا تدمير ست دبابات لجيش النظام. كما ذكر قادة بعض سرايا الجيش الحر الموجودون في مدينة إدلب أن معظم عناصر الجيش الحر انسحبت تكتيكياً من مركز المدينة الإثنين الماضي، وأنهم ساعدوا النساء والأطفال على مغادرة المدينة، حيث نزح عنها آلاف السكان، تحسبا من ارتكاب مجازر أخرى، وعلمت الشرق أن أكثر من ألفي نازح وصلوا إلى الحدود التركية وأن قسما منهم دخلها أمس الأول، وعزا قائد إحدى السرايا سبب الانسحاب إلى نفاد الذخيرة من المقاتلين، مبيناً أن طريق الكورنيش الذي يشكل طوقاً حول المدينة ساعد النظام على إطباق الحصار على المدينة، إذ تم نشر مئات الدبابات على طول الطريق وأطراف المدينة، وقال إن طبيعة الشوارع العريضة داخل المدينة سمحت لدبابات النظام أن تتحرك بحرية وسرعة في المناورة، وأن جغرافية المدينة لم تساعدهم على الاستمرار في المواجهة، وهذا ما سرّع في اتخاذ قرار الانسحاب. ومن ناحية أخرى، شهدت مدينة «بنش» القريبة من إدلب عمليات نزوح كبيرة للسكان وخاصة من الأطفال والنساء بعد سماع أخبار المجازر التي ارتكبت في مدينة إدلب، وذلك تحسبا لضربة عسكرية يتوقع أن يقوم بها النظام خلال اليومين القادمين، فيما وصل أكثر من ألفي مسلح من الجيش الحر إلى المدينة في محاولة لمساعدة السكان وحمايتهم في مواجهة كتائب الأسد. الدمار الذي خلفته كتائب الأسد في سرمين في محافظة إدلب.. (رويترز - أ ف ب)