عند البحث عن فكرة مشروع تجاري صغير أو متوسط الحجم، يبرز السؤالان البديهيان: ما هي الفكرة المربحة؟ وكيف نمولها؟ ولأن التمويل هو أحد العقبات الرئيسية في تأسيس أعمال تجارية جديدة، سأفرد هذا الأسبوع والأسابيع الثلاثة المقبلة لتناول موضوع التمويل بشيء من التفصيل. يوجد في المملكة العديد من جهات التمويل الحكومية والأهلية المتخصصة في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهي -ولله الحمد- في ازدياد مستمر. هذه الجهات التمويلية لم توجد إلا لمساعدة الرواد والرائدات على تأسيس مشروعاتهم التجارية إذا توافرت لديهم شروط النجاح، ليستطيعوا تسديد القروض الممنوحة لهم. البعض يقف حائراً أمام تعدد الشروط، وفي بعض الأحيان تداخلها، ولكنها بشكل عام لا تخرج عن ثلاثة فروع رئيسية: نفسية ومعرفية وبيئية. الفرع النفسي يُعبر عنه بعدد من الاشتراطات، أهمها الاستعداد لمواجهة الصعاب المتوقعة، ومستوى الروح القتالية لتخطيها. الفرع المعرفي، وينقسم إلى قسمين: فني وإداري. القسم الفني هو حجم المعرفة بتفاصيل السلعة أو الخدمة التي ستقدم للزبون. القسم الثاني الإلمام بأصول المحاسبة والتسويق تحديداً. الفرع الأخير هو البيئة، والمقصود به كل ما يحيط بالمشروع من فرص ومخاطر، والمقدرة الإبداعية على استثمار الفرص لمزيد من النمو وتجنب المخاطر، أو التقليل من آثارها السلبية. إن الإلمام بهذه الفروع الثلاثة سوف يساعد وبشكل كبير على الحصول على القرض، والأهم أنه سيعطي الرواد والرائدات الأدوات المناسبة لاستمرار المشروع التجاري ونموه لاحقاً. الأسبوع المقبل سأتحدث عن الفرع النفسي بشيء من التفصيل، والعناصر التي تنظر لها الجهات التمويلية بعين فاحصة.