قتل 90 عنصرا على الأقل من مقاتلي تنظيم داعش وأنصاره جراء أكبر قنبلة غير نووية ألقتها الولاياتالمتحدة لأول مرة الخميس على مواقع للتنظيم المتشدد في شرق أفغانستان، على ما أفاد مسؤولون أفغان أمس. وكانت حصيلة سابقة من السلطات الأفغانية أفادت عن مقتل 36 مسلحاً على الأقل من عناصر التنظيم. وقال إسماعيل شينوار حاكم منطقة أشين، معقل تنظيم داعش في ولاية ننغرهار، «قتل ما لا يقل عن 92 من مقاتلي داعش» جراء القنبلة من طراز «جي بي يو-43/بي» المعروفة باسم «أم القنابل» والبالغة زنتها حوالي 11 طناً. وأوضح شينوار أنه «تم تدمير 3 أنفاق كان المقاتلون تمركزوا فيها عند وقوع الهجوم». وأكد عدم سقوط أي ضحايا من السكان أو العسكريين، مشيراً إلى أنه «تم إبلاغ المدنيين مسبقاً وتمكنوا من الفرار من المنطقة». وتابع «بعد ذلك قامت وحدات الكومندوس الأفغانية والقوات الغربية بعملية تطهير في المنطقة» التي أقام فيها التنظيم شبكة كهوف وأنفاق. ويقول خبراء إن تنظيم داعش أقام قواعده على مقربة من القرى والمناطق المأهولة، ما يدفع آلاف العائلات إلى مغادرة المنطقة، بحسب ما أفادت الحكومة الأفغانية. وتواصل القوات الأفغانية بدعم من الأمريكيين «عمليات تطهير» في المنطقة التي تعد معقل التنظيم في البلاد. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان «نتيجة للقصف، دمرت مخابئ وشبكات أنفاق عميقة» لتنظيم داعش. وسمع دوي انفجار القنبلة في دائرة على بعد كيلومترات وأدى إلى حريق كبير في هذه المنطقة الجبلية النائية. وأظهر تسجيل فيديو نشره الجيش الأمريكي عمودا من الدخان يرتفع في المنطقة التي قصفت. وذكر مصدر قريب من المتمردين الأفغان طالبا عدم كشف هويته أن سكانا «شعروا بالأرض تهتز تحت أقدامهم وكأنه زلزال»، موضحا أن بعضهم أغمي عليه من قوة الانفجار. وصرح رجل مسن يعيش بالقرب من موقع القصف في موماند دارا باشين أن الانفجار كان قويا إلى درجة أن حفيدته الصغيرة تعاني من فقدان السمع. وانتقد عدد من قادة المنطقة استخدام القنبلة التي صنعت في بداية حرب العراق في 2002-2003. لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني عبر عن تأييده لهذه لخطوة مثل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون الذي رأى أنها «السلاح المناسب ضد الهدف المناسب». إلا أن محللين رأوا أن القصف «غير متكافئ». وقال مايكل كوغلمان من مركز وودرو ولسون في واشنطن لفرانس برس إن «إدارة ترامب أثارت ضجيجا كبيرا مع هذه القنبلة لكن الوضع العام على الأرض على حاله إذ إن طالبان تواصل تمردها الواسع والشرس». وأضاف أنه «بالمقارنة (مع طالبان)، يشكل تنظيم الدولة الإسلامية أمرا ثانويا». وتابع المحلل نفسه «من وجهة النظر الاستراتيجية هناك أمر مقلق: أثارت الولاياتالمتحدة صدمة كبرى ضد عدو ليس أصلا على رأس التهديدات التي تواجهها في أفغانستان، في حين أن طالبان تواصل نشاطها». وسجل تصعيد في المعارك في الأسابيع الماضية لمحاولة طرد الجهاديين بدعم من القوات الأمريكية التي قتل أحد جنودها الأسبوع الماضي.