دفع الحنين والتعلّق بالماضي عديداً من شباب وفتيات الأحساء إلى إعادة إحياء الحِرَف اليدوية النابعة من التراث القديم ، لتشاهد الصغار يمارسون تلك المهن مع آبائهم وسط دكاكين مهرجان الأحساء المبدعة بمقر الفريج التراثي الذي تنظمه أمانة الأحساء. وسجَّل المهرجان حضورًا واضحًا في المشهد الاجتماعي والاقتصادي في الأحساء، وتحقيق الهدف في رفع ثقافة المحافظة على الحِرَف اليدوية، والقيمة التراثية التي تحملها سجلات تاريخ الأحساء. وفيما تُعدّ الدوافع الذاتية مثل التعلّق بتراث الأجداد وحب التجديد بالرجوع إلى القديم، هي الأهم والأغلب في اتجاه الشباب للعمل في الحِرَف اليدوية والرغبة في المحافظة المستدامة على تلك الحِرَف من الاندثار، إضافة إلى وجود مناخات جيدة في إيجاد سوق رائج لتك الحِرَف. ويذكر أحد العاملين في مهنة صناعة (البشوت) حبيب محمد بوخضر البالغ من العمر 52 عاماً أن العوائد المادية لعمله مجدية للغاية، وأنه عندما كان يعمل في بيع الملبوسات الحديثة لم يكن دخله يصل إلى نصف ما يدره دكانه الآن من بيع البشوت والمصنوعات. وأضاف قائلاً عرفت محافظة الأحساء منذ القدم صناعة المشالح والبشوت وحياكتها، حيث برع الأحسائيون في صناعة البشوت، التي اشتهرت على امتداد الوطن العربي منذ القدم ب «البشت الحساوي»، في دلالة على جودته ونوعيته التي ميزته عن بقية الصناعات المحلية والعربية والأجنبية في حياكتهم للبشوت العربية المتنوعة وهو دلالة على جودة البشت الحساوي، حسبما يعبر به كثير من حياكة البشوت في الأحساء، مؤكداً أن الأحساء عرفت بحرفة صناعة البشوت وحياكتها منذ قرون عن طريق أهالي الأحساء الذين أجادوا هذه الحرفة، التي أطلق عليه اسم «البشت الحساوي» مستمدين هذا الاسم من جودة صناعة الأحسائيين له، ذاكراً كتب التاريخ أن الأحسائيين برعوا في إتقان فن خياطة المشالح يدوياً منذ العصر الأول لظهور الإسلام تشهد إقبالاً منقطع النظير في أوقات معينة في السنة، إضافة إلى الطلبات التي تأتيهم من خارج المملكة، مشيراً إلى أن البشت أصبح زياً رسمياً، يتقلده كثير من الناس في البروتوكولات الرسمية. في حين سجَّل موقع التواصل الاجتماعية (سناب شات) مشاهدات لفلتر مهرجان الأحساء المبدعة للحِرَف اليدوية والفنون الشعبية أكثر من مليون مشاهدة بحسب إحصائية موثقة من الموقع الرسمي للسناب الشات .. ويأتي ذلك بعد اشتعال مواقع التواصل الاجتماعية بنشاط واسع واستحواذه على اهتمام كثير من المغردين