في ثوبه الجديد جمع مهرجان «الساحل الشرقي» دول الخليج العربي ضمن المهرجان الذي يواكب إجازة الربيع التي تعيشها كافة مدن المملكة، وقد تميز مهرجان المنطقة الشرقية بروح مختلفة هذا العام حيث شارك فيه عارضون من الدول المجاورة حملوا تراثهم المشترك، واحتفوا بالبحر وأهازيجه وثوبه الجديد الذي رعاه سمو أمير المنطقة الشرقية منذ اليوم الأول لانطلاقته. كان فيما سبق مجرد مهرجان يحضره الأطفال ولكنه اليوم أصبح مزاراً لجميع العوائل المقيمة في المنطقة الشرقية مستقطباً الزائرين سواء كانوا من مدن المملكة أو الدول المجاورة، الذين شعروا بحميمية المنطقة وعراقتها التاريخية في ظل وجود كافة الرؤى التراثية والثقافية التي عرضها المهرجان. تعيش الشرقية هذه الأيام عرساً ربيعياً من خلال هذا المهرجان الذي استطاع فيه الجيل الجديد التعرف على تراث منطقته ومدى عراقتها في التاريخ، وعلاقة المنطقة الشرقية بالساحل الشرقي. عرفت المنطقة الشرقية بتاريخها الضارب في أعماق الحضارة فكانت مملوءة بالآثار التي تعود لحضارة ما قبل الميلاد، وقد كان لها وجود في جميع العصور مما جعلها مملوءة بالآثار ووجهة سياحية لكافة أبناء الخليج، كما كانت على علاقة بالبحر من خلال سفن الصيد والسفر واستخراج اللؤلؤ الذي اشتهرت به منطقة الخليج العربي، فتجد بأن جميع العوائل على الساحل الشرقي ترتبط بعلاقة أسرية واحدة، والعادات والتقاليد تكاد تكون مطابقة سواء كانت في البحرين أو قطر أو عُمان أو الكويت، وهذا ما ميز المنطقة الشرقية من خلال التقارب الجغرافي والمكاني بين أبناء السواحل في الخليج العربي. إن مهرجان الساحل الشرقي هو استرجاع لهذا التاريخ الذي أصبح يتميز بهذا الحضور الباذخ من خلال أبناء المنطقة الذين عبّروا عن مشاعرهم السعيدة بهذا المهرجان الذي استقطب في نسخته الأخيرة كثيرا من أبناء الخليج لتصبح المنطقة الشرقية في عهد سمو أميرها سعود بن نايف محط استقبال الزائرين بهذه المهرجانات المتواصلة التي تدفع المنطقة الشرقية لأن تكون محطة ثقافية فنية تراثية بارزة، فقد احتوت خلال فترة بسيطة على عدد من المهرجانات التي تناولتها جميع الصحف العالمية، وهذا ما يشهد له القريب والبعيد، بأن المنطقة الشرقية أخذت بعداً آخر في وسائل الإعلام التي تكتب عن مهرجاناتها واحتضانها للفنون والثقافة بكافة أنواعها، وهذا ما جعل أبناء المنطقة الشرقية يخرجون كافة مواهبهم ويصقلونها لتقديم أجمل العروض المحتفى بها من قبل زوار المنطقة.