منذ 31 عاماً والجنادرية تمثل جزءاً من تاريخ المملكة العربية السعودية، وأصبحت منطلقاً تاريخياً ينتظره الصغار قبل الكبار، حيث اعتاد أبناء المملكة خلال هذه الفترة على زيارة أرض المهرجان التي يرعى افتتاحها خادم الحرمين الشريفين بحضور قيادات دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك رؤساء دول عربية وأجنبية، وقد تطور المهرجان خلال ال31 سنة الماضية ليكون مدينة الجنادرية التي تمثل كافة مدن ومحافظات المملكة بأثوابها المختلفة، وأزيائها الشعبية والحياة الطربية التي تعيشها البلاد من شمالها إلى جنوبها وشرقها وغربها، تجتمع في وسط البلاد واضعة روح المكان الواحد في قرية أسسها المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واستمر المهرجان ليصبح أحد أهم المهرجانات على الصعيدين التراثي والثقافي. حيث تهتم كل إمارة بإبراز وجهها الحضاري وهويتها من خلال قرية الجنادرية، فتجد «بيت الخير» يحمل هوية المنطقة الشرقية، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، الذي حرص على وجود كافة الممارسات الشعبية التي كانت في المنطقة بكافة مدنها لتبرز الهوية بشكل واضح، بحيث يستطيع الزائر ل «بيت الخير» التعرف على الساحل الشرقي من خلال تراثه الزاخر، وكذلك بقية الإمارات التي يهتم أميرها بشكل مباشر بإيجاد هوية المكان ضمن النسيج العام للمملكة. وفي الجانب الثقافي، نجد أن المهرجان طيلة الثلاثين عاماً الماضية اهتم بوجود المفكرين العرب، حيث يتضمن المهرجان أنشطة ثقافية متنوعة كالمحاضرات والندوات التي تناقش قضايا فكرية تواكب تطورات العصر. ويشارك في دورة هذا العام من الجنادرية أكثر من 300 مفكر وأديب ومثقف من مختلف دول العالم، وما يزيد على 700 مشارك من فرق الفنون الشعبية في المملكة وبقية دول الخليج العربي، ونحو 250 حرفياً يمثلون مختلف الحرف من دول الخليج. لذا أصبحت جنادرية اليوم علامة بارزة في تاريخ المهرجانات العالمية والعربية، يذهب إليها كافة المواطنين طيلة الفترة التي تنعقد فيها، ويتوجه مثقفو المملكة لحضور الفعاليات إما مدعوِّين أو زائرين لحضور تلك الحوارات والنقاشات التي أثرت الساحة العربية طيلة العقود الثلاثة الماضية. إننا اليوم أمام مهرجان عالمي وليس مجرد مهرجان في التراث الشعبي، يقدمه أبناء الوطن ليكون مفخرة أمام العالم بهذا الزخم الذي تتناقله وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، وأصبح يستضيف كافة وسائل الإعلام العالمية لنقل تراث الجزيرة العربية والبهجة التي تستمر خلال أيام المهرجان.