حشدت الحكومة اليمنية الشرعية لواءين، أحدهما في شمال الحديدة والآخر في جنوبها، استعداداً لتحرير المدينة، الواقعة في الشمال الغربي، ومينائها، بحسب ما أوضحت مصادر محلية. ونقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن المصادر أن الحكومة، التي تبني على مكاسب ميدانية حققتها مؤخراً منها السيطرة على ميناء المخا في فبراير، حشدت، للعملية العسكرية المرتقبة، لواءً يتمركز في منطقة ميدي على بعد 230 كيلومتراً إلى الشمال من الحديدة، وآخر خارج منطقة الخوخة على بعد نحو 130 كيلومتراً إلى الجنوب من الحديدة. ووفقاً للموقع الإلكتروني للوكالة؛ ستحتاج هذه القوات، التي جرى تدريبها مؤخراً، إلى عبور مناطق واسعة من كلا الجانبين تقع تحت سيطرة الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح). ويحتل الانقلابيون، المدعومون من إيران، محافظة الحديدة وميناءها الذي يُفترض نظرياً أنه قناة عبور ل 70% من الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية لليمن. لكن الحكومة، المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية، تؤكد أن الميليشيات تنهب المساعدات وتوظّف الميناء في الحصول على أسلحة إيرانية مهرّبة بحراً. وأفاد مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية، محسن خصروف، بأن القرار السياسي لتحرير الحديدة اتُخِذ، و»الاستعدادات العسكرية اكتملت»، و»لم يتبق إلا انتظار ساعة الصفر». وأبلغ خصروف «رويترز» قائلاً «بعد أن رفضت الأممالمتحدة طلب الحكومة، المسنود بالتحالف، للإشراف على الميناء لضمان ألا يُستخدَم لتهريب الأسلحة للحوثيين؛ أصبح لزاماً إنهاء سيطرة هؤلاء عليه». على الجانب الآخر؛ يجهز الحوثيون ميليشياتهم، بحسب ما أوضحت «رويترز» التي نقلت عن مصدرٍ، موالٍ لهم، أن أعداداً من المسلحين، التابعين للانقلاب، توجهت إلى الساحل الغربي. ومؤخراً؛ اتهم التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الحوثيين باستغلال ميناء الحديدة في تهريب أسلحة وذخيرة، داعياً الأممالمتحدة إلى نشر مراقبين في الميناء. وفي جيبوتي؛ تفتش الأممالمتحدة السفن المتجهة إلى الحديدة أثناء مرورها من مضيق باب المندب. لكن الحكومة الشرعية تقول إن منظومة التحقق «الأممية» بها عيوب. إلى ذلك؛ أفاد مصدر عسكري في محور تعز، التابع للشرعية، بتحرير الجيش الوطني، أمس، تبّة المدرجات وأجزاء واسعة من شارع الثلاثين، بعد معارك ضد الانقلابيين غربي مدينة تعز (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه). ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن المصدر قوله إن الجيش يتقدم في اتجاه نقطة السمن والصابون وتبّة غراب غربي المدينة وكذلك في اتجاه تبة الجعشاء. وأسفرت المعارك، وفقاً ل «سبأ»، عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيات وتدمير أطقم عسكرية تابعة لهم مقابل مقتل 4 من أفراد الجيش الوطني، الذي يشكل مع المقاومة الشعبية قوام قوات الشرعية. وكتبت الوكالة نفسها أن «مناطق الأربعين وكلابة والزهراء ومحيط التشريفات، في تعز، شهدت الليلة الماضية مواجهات عنيفة إثر قصف مدفعي ومحاولة الميليشيات التسلل إلى مواقع الجيش». وفي جبهةٍ أخرى؛ قُتِل 13 مسلحاً انقلابياً وأصيب آخرون، الثلاثاء، خلال مواجهات ضد المقاومة الشعبية في منطقة القريشية التابعة لمحافظة البيضاء (وسط)، بحسب تأكيد مصادر محلية. وشرحت المصادر، لموقع «المصدر أونلاين» الإلكتروني اليمني، أن الحوثيين شنوا هجوماً، فجراً، على مواقع المقاومة في جبل نوفان وموقع الحاجب في بلاد آل الجوف التابعة لمديرية القريشية. وعقب الهجوم؛ اندلعت، وفقاً للموقع الإخباري، مواجهات بين أفراد قبائل قيفة في المديرية والحوثيين المسنودين بقوات صالح، ما أسفر عن مقتل 13 انقلابياً مقابل فردين من المقاومة التي «تمكنت من التصدي للهجوم وأجبرت المهاجمين على التراجع والانسحاب». ولفت الموقع نفسه إلى تجدّد المعارك العنيفة بين الانقلابيين وقوات الشرعية في مديرية المتون غربي محافظة الجوف (شمال شرق). وأفاد مصدر ميداني بأن هذه المعارك دارت في مجمع المتون (مركز المديرية)، وجبال حام، إثر «هجمات متبادلة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة»، وبعد أيام من قتال مماثل. وأشار المصدر إلى مقتل قيادي حوثي و5 مسلحين تابعين للانقلاب في الاشتباكات المسلحة التي دارت في المجمع واستمرت لأكثر من 7 ساعات بدءاً من ليل الإثنين – الثلاثاء. و»في جبال حام شمالي المتون؛ صد الجيش هجوماً للميليشيات، وسقط قتلى من عناصر الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وجريحان من المقاومة»، بحسب ما نقل «المصدر أونلاين». وذكر الموقع «يأتي ذلك عقب ساعات من قصفٍ نفذه الحوثيون على مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف) بصاروخ باليستي، لكنه سقط شمال المدينة ولم يسفر عن سقوط ضحايا». وحول المجريات الميدانية في محافظة تعز؛ أفاد الموقع نفسه بأن مقاتلات التحالف العربي قصفت، الثلاثاء، مواقع عسكرية للانقلاب في مديرية موزع. وأفاد مصدر عسكري، تحدث ل «المصدر أونلاين»، بشنّ المقاتلات 4 غاراتٍ على مواقع انقلابية غربي معسكر خالد وغارتين على نقاط مماثلة في مفرق موزع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. وخلال السنتين الماضيتين؛ حررت قوات الشرعية، بدعمٍ من التحالف، معظم مناطق الجنوب، بما فيها العاصمة المؤقتة عدن، ومناطق واسعة شرقاً وغرباً وشمالاً، بينما ينحصر وجود المتمردين في العاصمة صنعاء والحديدة ومناطق أخرى.