التعالي والاستخفاف لأي منظومة إعلامية يعتبر إهانة لهذه المنظومة ، وأن يأتي هذا التصرف من شخص يعتبر هو قائد الحركة الرياضية لكرة القدم أمر معيب جداً، ويخلق تساؤلات عدة حول عقلية هذا القائد الذي يتعامل مع المشهد الإعلامي بهذه الطريقة. ولكن يقال إذا عرف السبب بطل العجب، والسبب معروف وواضح للعيان فهذا القائد العظيم لا يملك من الأمر شيء، فهو مجرد قائد (بالريموت كنترول) يفعل ما يقال له فعله ولا له علاقة لا من قريب ولا من بعيد باتخاذ أي قرار. إذا كان عادل عزت تعود دائماً على المنصب التنفيذي في كل المناصب السابقة التي تقلدها فمنصبه الحالي مرتبط بجلبابه السابق، وهو دخوله في دوامة الأوامر التنفيذية ولا يمكن له التخلي عن هذا الجلباب الذي لا أتوقع أن يخلعه أبدا. ما فعله من تصرف رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى وإن حصلت المصالحة فيما بعد بينه وبين من تعالى عليهم ينم على أن هذا الرئيس يتخبط يمنة ويسرى، ويستذكر دهاليز الانتخابات التي من خلالها اعتلى المنصب الذي هو يتقلده الآن، وأكاد أجزم أن شبح منافسه على الرئاسة الأستاذ سلمان المالك مازال يطارده في جميع خطواته كل يوم وليلة. هذا الرجل الذي اختلفت حوله الآراء لم يأت من بوابة الرياضة الحقيقية كما أتى سلفه أحمد عيد، ذلك الرجل الهادئ المتزن الذي يعرف ماذا يريد ومتى يريد وماذا يفعل برغم كثرة الانتقادات التي وجهت إلى أحمد عيد، إلا أنه أعطى مؤشرا للجميع بأنه القائد الذي لا يمكن لأي شخص أن يديره كيفما شاء. لقد كنا نعيش فرحة ونشوة انتصار منتخبنا على المنتخب العراقي وقربه من بلوغ النهائيات، إلا أن تصرف رئيس اتحادنا أحرجنا أمام الجميع عندما قام بعدم التصريح للجهة الإعلامية التي كان يقف مع المذيع التابع لها، ورأينا حالة التخبط والحيرة التي كان عليها عادل عزت عندما كان المذيع يحاول أن يثنيه عن القرار بعدم التصريح وكأن الأمر أتى من بعيد ولا حول له ولا قوة في ذلك. لسنا بحاجة لأشخاص غير قادرين على اتخاذ قرار يتعلق بأنفسهم، فقرار التصريح من عدمه لوسائل الإعلام خصوصاً فيما يخص الرياضة يتعلق بالشخص نفسه ولا يحتاج لتوجيهات من آخرين لكي يصرح أو لا يصرح، فما بالكم إذا كان هذا الشخص من يعتلي رأس هرم كرة القدم السعودية.!! الاتحاد السعودي بحاجة لشخصية قيادية تستطيع إصدار القرارات وفق مصلحة جميع الأندية والوصول إلى حلول لمشكلات كرة القدم، وليست شخصية لا تستطيع اتخاذ أبسط القرارات، كما أنه يحتاج لشخصية ذات اتزان وهدوء وعقلانية وتعرف كيف تتعامل مع الجميع وفق منهجية واضحة بعيدة كل البعد عن التخبط و انتظار الضوء الأخضر من الآخرين، ولكن في نهاية المطاف كان عادل عزت هو قضاء وقدر كرة القدم السعودية الذي قدر له أن يكون رئيس اتحاداتها لأربع سنوات مقبلة.